[تشريع الافطار] لا كلام في أن الله عز وجل شرع الافطار في شهر رمضان لكل من سافر فيه سفرا تقصر فيه الصلاة وهذا القدر مما أجمعت الأمة المسلمة عليه، والكتاب والسنة يثبتانه بصراحة. قال الله تعالى: " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة " الآية.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا سافر في شهر رمضان يفطر ويعلن للناس إفطاره وقد عد الصوم في السفر معصية وأكدها وقال: ليس من البر أن تصوموا في السفر، وستسمع ذلك كله بنصه صلى الله عليه وآله.
وجاء في حديث أبي قلابة - وهو في الصحاح - أن النبي صلى الله عليه وآله قال لرجل من بني عامر: إن الله وضع عن المسافر الصوم، وشطر الصلاة.
ومن تتبع السنن وأقوال الأئمة حول صلاة المسافر وصومه وجد النص والفتوى وإجماع الأمة على أن القصر والافطار سفرا مما شرعه الله عز وجل في دين الإسلام وإن المقتضي من السفر لأحدهما هو بعينه المقتضي للآخر بلا كلام.
[حكم القصر] اختلف أئمة المسلمين في حكم القصر في السفر على أقوال، فمنهم من رأى أن القصر هو فرض المسافر المتعين عليه وهذا قول الإمامية تبعا لأئمتهم،