عنهما. قال: ومن أنت يا جعل حتى تنهى عما فعله رسول الله وأبو بكر فأراد محمد بن منصور أن يكلمه فأومأ إليه أبو العيناء وقال: رجل يقول في عمر بن الخطاب ما يقول نكلمه نحن؟! فلم يكلماه ودخل عليه يحيى بن أكثم فخلا به وخوفه من الفتنة وذكر له أن الناس يرونه قد أحدث في الإسلام بهذا النداء حدثا عظيما يثير العامة والخاصة إذ لا فرق عندهم بين النداء بإباحة المتعة والنداء بإباحة الزنى ولم يزل به حتى صرف عزيمته إشفاقا على ملكه ونفسه.
وممن استنكر حرمة المتعة وأباحها وعمل بها عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج أبو خالد المكي المولود سنة ثمانين والمتوفى سنة تسع وأربعين ومئة وكان من أعلام التابعين ترجمه ابن خلكان في وفياته وابن سعد في ص 361 من الجزء 5 من طبقاته وقد احتج به أهل الصحاح وترجمه ابن القيسراني في ص 314 من كتاب " الجمع بين رجال الصحيحين " وأورده الذهبي في ميزانه فذكر أنه تزوج نحوا من تسعين امرأة بنكاح المتعة وأنه كان يرى الرخصة في ذلك (قال): وكان فقيه أهل مكة في زمانه.
[8 - رأي الإمامية في المتعة:] أجمع الإمامية - تبعا لأئمتهم الاثني عشر - على دوام حلها، وحسبهم حجة على ذلك ما قد سمعته من إجماع أهل القبلة على أن الله تعالى شرعها في دينه القويم وأذن في الإذن بها منادي نبيه العظيم ولم يثبت نسخها عن الله تعالى ولا عن رسول صلى الله عليه وآله حتى انقطع الوحي باختيار الله تعالى لنبيه دار كرامته، بل ثبت عدم نسخها بنصوص صحاحنا المتواترة عن أئمة العترة الطاهرة فراجعها في مظانها من وسائل الشيعة إلى أحكام الشريعة.