اللهم! خرجنا إليك حين فاجأتنا المضائق الوعرة، وألجأتنا المحابس العسرة، وعضتنا علائق الشين، وتأثلت علينا لواحق المين، واعتكرت علينا حدابير السنين، وأخلفتنا مخائل الجود، واستظمأنا لصوارخ العود 358، فكنت رجاء المستيئس 359 والثقة للملتمس، ندعوك حين قنط الأنام ومنع الغمام وهلك السوام يا حي! يا قيوم! عدد الشجر والنجوم والملائكة الصفوف والعنان المكفوف 360، وأن لا تردنا خائبين، ولا تؤاخذنا بأعمالنا، ولا تحاصنا بذنوبنا وانشر علينا رحمتك بالسحاب المتأق 361 والنبات المونق، وامنن على عبادك بتنويع الثمرة، وأحي بلادك ببلوغ الزهرة، وأشهد ملائكتك الكرام السفرة سقيا منك نافعة دائمة غزرها، واسعا درها سحابا وابلا سريعا عاجلا، تحيي به ما قد مات، وترد به ما قد فات وتخرج به هوات. 362 اللهم اسقنا غيثا مغيثا ممرعا طبقا مجلجلا، متتابعا خفوقه، منبجسة بروقه مرتجسة هموعه، وسيبه مستدر، وصوبه مستبطر، لا تجعل ظله علينا سموما وبرده علينا حسوما وضوءه علينا رجوما وماءه أجاجا ونباته رمادا رمدادا. 363 اللهم! إنا نعوذ بك من الشرك وهواديه والظلم ودواهيه والفقر ودواعيه يا معطي الخيرات من أماكنها! ومرسل البركات من معادنها! منك الغيث المغيث، وأنت الغياث المستغاث، ونحن الخاطئون من أهل الذنوب، وأنت المستغفر الغفار نستغفرك للجهالات 364 من ذنوبنا، ونتوب إليك من عوام خطايانا.
(٥٢٨)