حقيقة علم آل محمد (ع) وجهاته - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٦
على أن جبرائيل لم يكن موجودا معهما عند تعليم الله ذلك العلم الشديد القوي:
ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: * (ثم دنا فتدلى... فأوحى إلى عبده ما أوحى) * قال: " فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه فنظر إليه فإذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم، ثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه وفتح صحيفة أصحاب الشمال فإذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم نزل معه الصحيفتان فدفعهما إلى علي " (1).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " حتى انتهى إلى ساق العرش فدنى بالعلم فتدلى " (2).
وعن الحسن قال: " دنا من عبده محمد (صلى الله عليه وآله) فتدلى فقرب منه فأراه ما شاء أن يريه من قدرته وعظمته " (3).
فهذا يدل على أن الله تعالى أوحى له وحي مشافهة، كما تقدم في لسان الرواية السابقة، بغير توسط جبرائيل، لأنه لم يتقدم معه وإلا لاحترق - كما تقدم أيضا وان ما أوحي إليه هو من العلوم والمعارف.
قال جعفر بن محمد (عليه السلام): " انقطعت الكيفية عن الدنو، ألا ترى كيف حجب جبريل عن دنوه ودنا محمد إلى ما أودع قلبه من المعرفة والايمان، فتدلى بسكون قلبه إلى ما أدناه، وزال عن قلبه الشك والارتياب " (4).
وعنه (عليه السلام) أنه قال: " أوحى الله إليه بلا واسطة " (5).
ونحوه عن الواسطي (6).

١ - نور الثقلين: ٥ / ١٥٠ ح ٢٥ مورد الآية.
٢ - تفسير نور الثقلين: ٥ / 150 - 151 مورد الآية.
3 - الشفا: 1 / 204.
4 - الشفا: 1 / 205 فصل من قوله: فأوحى إلى عبده.
5 - الشفا: 1 / 205 فصل من قوله: فأوحى إلى عبده.
6 - الشفا: 1 / 205 فصل من قوله: فأوحى إلى عبده، وتاريخ الخميس: 1 / 312 قصة المعراج.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 49 50 51 53 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تمهيد: 9
2 وجوب معرفة علم الإمام (عليه السلام) 11
3 سبب اخفاء النبي (صلى الله عليه وآله) للعلم الرباني 13
4 الجهة الأولى: علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 17
5 مراتب علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 19
6 وجوه الجمع بين أحاديثهم الصعبة 21
7 الجهة الثانية: زمان علم آل محمد (عليهم السلام) 23
8 الجهة الثالثة: ماهية علم آل محمد (عليهم السلام) 31
9 العلم الكسبي الحصولي 33
10 العلم اللدني 35
11 الآيات الدالة على العلم اللدني 35
12 الأحاديث الدالة على العلم اللدني 53
13 الدليل العقلي 55
14 الفرق بين العلم اللدني الحضوري والكسبي الحصولي 57
15 العلم الإرادي 61
16 تمحيص الاحتمالات 63
17 شبهات حول العلم اللدني 69
18 رد الشبهات 70
19 الجهة الرابعة: منبع ومصدر حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 79
20 الطائفة الأولى: ما دل أن مصدر علمهم القرآن والكتاب 79
21 الطائفة الثانية: ان علمهم من ليلة القدر 81
22 الطائفة الثالثة: ان علمهم من عامود النور 83
23 الطائفة الرابعة: ان علمهم وراثة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 85
24 الطائفة الخامسة: ان علمهم بواسطة القذف والنقر 87
25 الطائفة السادسة: ان علمهم بالإلهام 91
26 الطائفة السابعة: في أنهم محدثون 93
27 الطائفة الثامنة: ان علمهم بواسطة الوحي وجبرائيل 95
28 الطائفة التاسعة: ان علمهم بواسطة الروح 101
29 الطائفة العاشرة: ان علمهم بلا واسطة بل من الله بالمباشرة 105
30 الترجيح بين الطوائف العشر 113
31 الجهة الخامس: كيفية حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 119
32 الجهة السادسة: سعة علم آل محمد (عليهم السلام) 121
33 الاحتمال الأول: انهم يعلمون ما في اللوح المحفوظ 121
34 الاحتمال الثاني: علمهم بالكتاب والقرآن الكريم 123
35 الاحتمال الثالث: عندهم علم السماوات والأرض والجنة وكل غائبة فيهم 125
36 الاحتمال الرابع: علمهم بما هو كائن ويكون 127
37 الاحتمال الخامس: علمهم بما يحتاج إليه الناس وبأمورهم 129
38 الاحتمال السادس: عندهم جوامع العلوم وأصوله 131
39 الاحتمال السابع: عندهم علم جميع الأنبياء (عليهم السلام) وكتبهم السابقة والملائكة 133
40 الاحتمال الثامن: انهم أعلم من الأنبياء (عليهم السلام) 135
41 الاحتمال التاسع: علمهم بكل شيء أو بما لا يعلمون 137
42 الاحتمال العاشر: علم آل محمد (عليهم السلام) للغيب 139
43 الآيات الدالة على علم النبي (صلى الله عليه وآله) للغيب 147
44 تمحيص الاحتمالات 155
45 علم آل محمد (عليهم السلام) بزمان ومكان موتهم 159
46 دفع اشكال معرفة الإمام بموته (عليه السلام) 163
47 أحاديث تساوي محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) 173