حقيقة علم آل محمد (ع) وجهاته - السيد علي عاشور - الصفحة ١١٩
فجعل الروح واسطة للوحي النازل على الصدور.
كيفية حصول علم آل محمد (عليهم السلام) * الجهة الخامس:
كيفية حصول علم آل محمد (عليهم السلام) وهو مردد بين حصوله لأهل البيت بشكل تدريجي يوما بيوم أو ساعة بساعة، وبين حصوله دفعة واحدة.
ويدل على الاحتمال الأول طائفة من الروايات منها:
ما رواه أبو بصير قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) بما يعلم عالمكم جعلت فداك؟
قال (عليه السلام): " يا أبا محمد ان عالمنا لا يعلم الغيب ولو وكل الله عالمنا إلى نفسه كان كبعضكم، ولكن يحدث إليه ساعة بعد ساعة " (1).
وفي رواية عنه (عليه السلام): " ما من ليلة جمعة إلا وافى رسول الله العرش ووافى الأئمة ووافيت معهم، فما ارجع إلا بعلم مستفاد، ولولا ذلك لنفذ ما عندي " (2).
وفي ثالثة: " لولا انا نزداد لأنفدنا " (3).
ونحو ذلك من الروايات (4).
* أقول: ويدل عليه أيضا ما تقدم من أن منبع علمهم عامود النور أو ليلة القدر، وكذلك ما دل على أن علمهم كسبي حصولي.
فهذه الروايات تفيد أن حصول العلم عندهم (عليهم السلام) كان بشكل تدريجي.
اما الاحتمال الثاني - كونه دفعة واحدة - فيدل عليه ما تقدم من روايات ان علمهم (عليهم السلام) لدني، لبداهة ان حصوله دفعة واحدة من الباري عز وجل.
ويدل عليه أيضا ما تقدم في زمان علمهم، وانه في عالم الأنوار وقبل الخلق.

١ - بصائر الدرجات: ٣٢٥ باب ما يلقى شئ بعد شئ ح ٢.
٢ - الكافي: ١ / ٢٥٤ باب انهم يزدادون في ليلة الجمعة ح ٣.
٣ - الكافي: ١ / ٢٥٤ باب الازدياد ح ١ - ٢.
٤ - الكافي: ١ / ٢٥٣ - ٢٥٤ أبواب الازدياد، وبحار الأنوار: ٢٦ / ٨٦ إلى ٩٧ ح ١ إلى ٣٧ باب الازدياد، وبصائر الدرجات: ١٣٠ - 392 - 324.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 125 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تمهيد: 9
2 وجوب معرفة علم الإمام (عليه السلام) 11
3 سبب اخفاء النبي (صلى الله عليه وآله) للعلم الرباني 13
4 الجهة الأولى: علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 17
5 مراتب علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 19
6 وجوه الجمع بين أحاديثهم الصعبة 21
7 الجهة الثانية: زمان علم آل محمد (عليهم السلام) 23
8 الجهة الثالثة: ماهية علم آل محمد (عليهم السلام) 31
9 العلم الكسبي الحصولي 33
10 العلم اللدني 35
11 الآيات الدالة على العلم اللدني 35
12 الأحاديث الدالة على العلم اللدني 53
13 الدليل العقلي 55
14 الفرق بين العلم اللدني الحضوري والكسبي الحصولي 57
15 العلم الإرادي 61
16 تمحيص الاحتمالات 63
17 شبهات حول العلم اللدني 69
18 رد الشبهات 70
19 الجهة الرابعة: منبع ومصدر حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 79
20 الطائفة الأولى: ما دل أن مصدر علمهم القرآن والكتاب 79
21 الطائفة الثانية: ان علمهم من ليلة القدر 81
22 الطائفة الثالثة: ان علمهم من عامود النور 83
23 الطائفة الرابعة: ان علمهم وراثة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 85
24 الطائفة الخامسة: ان علمهم بواسطة القذف والنقر 87
25 الطائفة السادسة: ان علمهم بالإلهام 91
26 الطائفة السابعة: في أنهم محدثون 93
27 الطائفة الثامنة: ان علمهم بواسطة الوحي وجبرائيل 95
28 الطائفة التاسعة: ان علمهم بواسطة الروح 101
29 الطائفة العاشرة: ان علمهم بلا واسطة بل من الله بالمباشرة 105
30 الترجيح بين الطوائف العشر 113
31 الجهة الخامس: كيفية حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 119
32 الجهة السادسة: سعة علم آل محمد (عليهم السلام) 121
33 الاحتمال الأول: انهم يعلمون ما في اللوح المحفوظ 121
34 الاحتمال الثاني: علمهم بالكتاب والقرآن الكريم 123
35 الاحتمال الثالث: عندهم علم السماوات والأرض والجنة وكل غائبة فيهم 125
36 الاحتمال الرابع: علمهم بما هو كائن ويكون 127
37 الاحتمال الخامس: علمهم بما يحتاج إليه الناس وبأمورهم 129
38 الاحتمال السادس: عندهم جوامع العلوم وأصوله 131
39 الاحتمال السابع: عندهم علم جميع الأنبياء (عليهم السلام) وكتبهم السابقة والملائكة 133
40 الاحتمال الثامن: انهم أعلم من الأنبياء (عليهم السلام) 135
41 الاحتمال التاسع: علمهم بكل شيء أو بما لا يعلمون 137
42 الاحتمال العاشر: علم آل محمد (عليهم السلام) للغيب 139
43 الآيات الدالة على علم النبي (صلى الله عليه وآله) للغيب 147
44 تمحيص الاحتمالات 155
45 علم آل محمد (عليهم السلام) بزمان ومكان موتهم 159
46 دفع اشكال معرفة الإمام بموته (عليه السلام) 163
47 أحاديث تساوي محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) 173