حقيقة علم آل محمد (ع) وجهاته - السيد علي عاشور - الصفحة ١٣٩
علم آل محمد (عليهم السلام) للغيب * الاحتمال العاشر:
علم آل محمد (عليهم السلام) للغيب قبل البدء بأدلة الاحتمال لا بأس بالإشارة إلى أن الذي يدعي علم الغيب للإمام والنبي (عليهم السلام) لا يدعيه على نحو الاستقلالية، بل يدعي ان الله أطلع نبيه وأهل بيته على الأمور الغيبية التي لم يطلع عليها أحد.
وإن شئت قلت: علم الغيب لذات الشخص وبلا توسط من الغير هو العلم الثابت لواجب الوجود والذي هو عين الذات، وهذا مختص بالله ولغيره كفر.
اما العلم بالغيب الذي هو بتوسط الله تعالى وليس هو عين الذات، فهذا الذي علمته الأئمة ورسول الله (صلى الله عليه وآله).
قال تعالى: * (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك) *.
وعلى هذا يحمل قوله تعالى: * (قل لا أقول عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم اني ملك ان اتبع إلا ما يوحى إلي) * فنفى امتلاكه لخزائن الله ولم ينف امكان تمليك الله خزائنه له أو لأي بشر آخر، وكذلك نفى كونه ملكا مع أنه أفضل من الملك، وقال: * (اتبع ما يوحى إلي) *.
وليعلم أيضا ان الغيب اما نسبي واما مطلق، لأن الغيب هو الاطلاع على الأمور الغيبية التي خفت عن الناس، وتارة يطلع الله عبده على أمر غيبي واحد وأخرى يطلعه على مائة وثالثة يطلعه على كل الأمور الغيبية.
ولذا ما يأتي من روايات تارة يدل علمهم للغيب المطلق، وأخرى علمهم لبعض الأمور الغيبية.
فعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: " والله لقد أعطينا علم الأولين والآخرين ".
فقال له رجل من أصحابه: " جعلت فداك أعندكم علم الغيب؟
فقال له (عليه السلام): " ويحك اني أعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء، ويحكم وسعوا صدوركم ولتبصر أعينكم ولتع قلوبكم، فنحن حجة الله تعالى في خلقه ولن
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 133 135 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تمهيد: 9
2 وجوب معرفة علم الإمام (عليه السلام) 11
3 سبب اخفاء النبي (صلى الله عليه وآله) للعلم الرباني 13
4 الجهة الأولى: علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 17
5 مراتب علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 19
6 وجوه الجمع بين أحاديثهم الصعبة 21
7 الجهة الثانية: زمان علم آل محمد (عليهم السلام) 23
8 الجهة الثالثة: ماهية علم آل محمد (عليهم السلام) 31
9 العلم الكسبي الحصولي 33
10 العلم اللدني 35
11 الآيات الدالة على العلم اللدني 35
12 الأحاديث الدالة على العلم اللدني 53
13 الدليل العقلي 55
14 الفرق بين العلم اللدني الحضوري والكسبي الحصولي 57
15 العلم الإرادي 61
16 تمحيص الاحتمالات 63
17 شبهات حول العلم اللدني 69
18 رد الشبهات 70
19 الجهة الرابعة: منبع ومصدر حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 79
20 الطائفة الأولى: ما دل أن مصدر علمهم القرآن والكتاب 79
21 الطائفة الثانية: ان علمهم من ليلة القدر 81
22 الطائفة الثالثة: ان علمهم من عامود النور 83
23 الطائفة الرابعة: ان علمهم وراثة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 85
24 الطائفة الخامسة: ان علمهم بواسطة القذف والنقر 87
25 الطائفة السادسة: ان علمهم بالإلهام 91
26 الطائفة السابعة: في أنهم محدثون 93
27 الطائفة الثامنة: ان علمهم بواسطة الوحي وجبرائيل 95
28 الطائفة التاسعة: ان علمهم بواسطة الروح 101
29 الطائفة العاشرة: ان علمهم بلا واسطة بل من الله بالمباشرة 105
30 الترجيح بين الطوائف العشر 113
31 الجهة الخامس: كيفية حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 119
32 الجهة السادسة: سعة علم آل محمد (عليهم السلام) 121
33 الاحتمال الأول: انهم يعلمون ما في اللوح المحفوظ 121
34 الاحتمال الثاني: علمهم بالكتاب والقرآن الكريم 123
35 الاحتمال الثالث: عندهم علم السماوات والأرض والجنة وكل غائبة فيهم 125
36 الاحتمال الرابع: علمهم بما هو كائن ويكون 127
37 الاحتمال الخامس: علمهم بما يحتاج إليه الناس وبأمورهم 129
38 الاحتمال السادس: عندهم جوامع العلوم وأصوله 131
39 الاحتمال السابع: عندهم علم جميع الأنبياء (عليهم السلام) وكتبهم السابقة والملائكة 133
40 الاحتمال الثامن: انهم أعلم من الأنبياء (عليهم السلام) 135
41 الاحتمال التاسع: علمهم بكل شيء أو بما لا يعلمون 137
42 الاحتمال العاشر: علم آل محمد (عليهم السلام) للغيب 139
43 الآيات الدالة على علم النبي (صلى الله عليه وآله) للغيب 147
44 تمحيص الاحتمالات 155
45 علم آل محمد (عليهم السلام) بزمان ومكان موتهم 159
46 دفع اشكال معرفة الإمام بموته (عليه السلام) 163
47 أحاديث تساوي محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) 173