دائم الخضرة يا قلبي * وإن بان بعيني الأسى دائم الثورة يا قلبي وإن * صارت صباحاتي مسا. انتهى.
أرأيت هذا الدمار الفكري والنفسي الذي يعيشه هؤلاء؟! وكيف يتناقض أحدهم تبعا لإمامه، ويتهافت منطقه، وتتأرجح شخصيته مرات؟!
في هذه السطور القليلة قرر أنه لا وجود للقيم! لكن فكر نيتشه قيمة!
وأن العقل والأخلاق والدين وهم! لكن عقل نيتشه حقيقة!
والعقل عاجز عن اكتشاف الحقيقة! لكن عقل نيتشه اكتشفها!
والوجود لا يمكن للعقل أن يفهمه! وقد فهمه عقل نيتشه!
ولا توجد قوانين للفكر والمعرفة! إلا عند نيتشه!
فأين العقل عند فيلسوف العقل، وهو ضد العقل؟! وأين فلسفته الإنسانية وهدفه صناعة الإنسان الأعلى فقط، لقيادة باقي الناس الذين هم حشرات؟!
وهل سأل هذا الهائم بنيتشه نفسه: هل هو برأي نيتشه إنسان أعلى أم حشرة؟
وكتب غربي معلقا على مقالة عيون:
يا ولد يا ثقيل وصلت الرسالة.. يا عيون، ولكن ما حيلة التلميذ المتمرد، العاصي؟ إسمع عيون.. لو عن لك أن تكتب مقالا عن المتنبي.. مثلا، ماذا ستكتب؟ أنا سأتوقع سيكون العنوان.. (المتنبي، شاعر جميل)!!
أما متن مقالتك، فسيكون حديثا هادئا عن " الأستاذ "، كالكتب المنهجية، ثم أنت ستوزع على طول المقال.. بعض أبيات، ستختار أنت أقربها للتقوى، وأقلها إزعاجا للفكر، وستنأى بنفسك عن كنوز أبو الطيب المخبأة في عرصات ديوانه تجاه أكثر أبياته شهرة، حتى لا تتهم بالتهمة الخطيرة، حتى لا تتهم بالإثارة!
هل هكذا يكون الإحتفاء بالمبدعين يا عيون؟ أين الفن فيه؟ أو على الأقل أين