بمشكلة الله، ولكن على نحو خاص بها "! وهكذا جاء نفي الله عند نيتشه حيث أنه نفي يتسم بالعنف، وهو من ثمة يعود إلى نوع من الإثبات! ففلسفته لا تقوم بمعزل عن فكرة الله، إنما ترتبط بها لأنها تلح بعنف على إعلان أن (الله قد مات) وتمضي في جميع المشكلات التي تثيرها بفكرة نفي الله). انتهى.
أسفا على شبابنا البؤساء الذين يدخل إليهم المفسدون الفكريون من نافذة ذواتهم وغروهم، فينفخون فيهما، ويسلبونهم إيمانهم وعقولهم!
لتوه قال صاحبنا عيون: إن إلحاد إمامه إيمان! ثم يقول هنا: إن إمامه نيتشه ينتقد الفيلسوف الفونس دي فالينس لأن إلحاده ناقص، بينما إلحاد إمامه كامل وعنيف، فهو يعلن بقوة: (الله قد مات)! وإنه كان دائم النفي لوجود الله تعالى.
وليس كلام عيون في الإرادة والإنسان الأعلى الذي يدعو اليه نيتشه، أفضل من كلامه في إلحاده! لقد ختم هذا المسكين تحليله لفلسفة إمامه بقوله:
(وفلسفة نيتشه تنقسم إلى قسمين: قسم سلبي ينقد فيه القيم الأخلاقية والدينية المتعارفة، وقسم إيجابي يضع فيه إرادة القوة ليصل بها إلى الإنسان الأعلى، وفي نقده للقيم أراد أن يحطم العقل باعتباره الأداة الأولى التي أتاحت للفلسفة ادعاءها اكتشاف الوجود الحقيقي. والعقل بهذا الاعتبار وهم خطر ترجع اليه جميع الأوهام الأخلاقية والدينية.
لذلك حمل عليه نيتشه حملة شعواء، وحاول أن يبين أن قوانين الفكر الضرورية هي قوانين للفكر وليست للوجود، كما يدعي العقل. والعقل يستمدها من الذات ليفرضها على الوجود.
وبناء على ذلك فالعقل عند نيتشه عاجز عن إدراك الوجود في صيرورته الدائمة، والوجود ينافي العقل، وهي إشارة لاعتقاده أن اللا عقلية أو اللا عقلانية هي الأساس وهي الشرط الضروري للوجود. نيتشه إذن يعارض العقل....
ثم ختم عيون مقاله بقوله: (لا شئ فوق الحقيقة.