" التلقين " إلى " الاكتشاف " ومن الاتكاء على جدران صلبة، إلى اختيار الريح مسندا ومتكئا ووسادة.. نيتشه حمل عقله (وحملني معه) ليقضي بالإعدام على ما دون العقل منزلا ومنزلة.. قضى على كل العبوديات، لكنه ألقانا رهائن عبودية جديدة هي " عبودية العقل " ومن ثم " القوة "..
لذلك كان منطقيا أن يخرج من جيبه هتلر وموسوليني وحتى " ستالين " الذي اعترف بتأثيرات نيتشوية عليه.. كان صعبا أن أجبر عقلي على رفض نيتشه، وعبد الناصر لأن ثمة " جرثومة " تربطني بهذه الكائنات. هي ليست بالتأكيد " عقلانية في أحكامها "، لكنني رغم كل شئ أحاول.
وكتب العلماني:
1 - لقد كنت أتنفس بحشرجة المختنق، ومبادئكم الأدبية معلقة فوق رأسي فعمدت إلى قتلها كما تقتل الأفعى، أردت الحياة فوجب علي أن أموت...
2 - لمن صعاب الأمور أن يتغلب الإنسان على ما كمن فيه من ماضي الزمان فينظم الحوافز لدفعها متحدة إلى هدف واحد، ذلك لأن هذا العمل لا يقوم على إلغاء الغرائز الشريرة فحسب، بل يستدعي منك أيضا أن تمحو الغرائز الطيبة لتعود إلى بعثها... 3 - ما الإنسان إلا كائن يجب التفوق عليه.
(من مفكرة فريدريك نيتشه الخاصة.. جمل قصيرة نشرت بعد وفاته).
وكتب الأبهاوي:
كان كتابه " هكذا تكلم زرادشت " دعوة صريحة إلى التمرد إلى بعث النبي زردشت المعاصر، إلى استنطاق الإنسان عن مكامن الألوهة في ذاته.
تقول أخت نيتشه: " نحن عائلة اعتدنا على الصدق " وكان نيتشه صادقا إلى درجة السفور.. كان التلامذة من أصحابه في المدرسة يستشعرون المهابة من وقوفهم أمامه. كان نافذ البصر لوذعيا.. نعم لقد حطم الأصنام كما أشار الأخ