عام، مما دفعه إلى ترك التدريس في جامعة بال، واستمر المرض في الاشتداد حتى أصيب بالجنون. وكانت والدته قد احتضنته بعد أن أصيب بالشلل حتى وفاتها، وأخذته أخته اليزابص. ويقال إنه أفاق ذات مرة وقبل وفاته بعام حينما سمع أحدهم يتحدث عن الكتب، وقال " وأنا أيضا لي كتب جيده "!
ولا أعلم لماذا يتداعى إلى ذهني قصة الشاب الذي عالجه ابن سينا من جنون العشق حينما ابتكر طريقته، فبعد أن نطق ابن سيناء باسم حبيبته أفاق من جنونه!! هل ينطبق الحال هنا على نيتشه؟
إن هذا الفيلسوف في نظري هو " فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة " كما كان أبو حيان التوحيدي قبله. وشكرا يا غربي يا " أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء ".
وكتب غربي:
كبير يا عاملي. أستاذي... أتوق، ويشوقني، من يلقي بحجر على ماء راكدة.. وكيف بي، إن كان هذا الحجر عبارة عن منحوتة رائعة، تستجلب نظر الناظر المتوسم، وتأخذ بجماع هواه، وتخلب من لبه.. بعض شئ.
ولكي أغضبك قليلا، فإن الشائقة تبلغ مني المبلغ الحرج، والعظيم، عندما يكون هذا الماء، ماء آسنا يا عاملي، لم يطله الحراك، ولم تتغير صفحته، ولو بموجة صغيرة، ولو بفقاعة هواء، لسنين طويلة.. خلت.
نيتشه مبدع ولا شك.. واحتفائي به هو احتفاء المتلقي - الناضج كما أزعم - بالإبداع. وكما تعلم تظل النيتشوية تحتمل الكثير من التأويل، رغم أن دلالاتها الكبيرة، وآليتها، تشير إلى امتهان لكرامة الإنسان، بحجة الإنسان الأعلى، أو بأي حجة نيتشوية أخرى.
يا عاملي... سؤال: لن أستحلفك عليه: فيما يعرض من الثوابت.. ومشاركات لي