وثانيا: أنا حينما أعبر بكلمة عقيدة لا أقصد الدين فقط، بل أقصد مطلق العقائد مهما كانت.. وكنت أتساءل هل يمكن أن يتنازل العلماني عن عقائده الخاصة كلية لتذوب في نظام الحكم العلماني، بحيث تبقى في قلبه ولا تؤثر عليه عمليا في الحكم؟!
ثالثا: قولك أيضا: (والعلمانية لا تنفي أي طرف من أطراف المجتمع، بل هي مجتمع يتحلى بجميع أطياف اللون) أقول: لعلك تريد أن العلمانية نظام حكم يوفر هذا المجتمع.. حسنا.. ولكن هل يمكن أن تتحقق هذه العلمانية أساسا؟
هل أنت رأيت علمانية هكذا؟ دلنا عليها لو سمحت!
النقطة الثانية.. قولك: (أما الرئيس العلماني أو الوزير فإنه يحكم بموجب " الدستور " والعقد الاجتماعي والديموقراطية التي يبنيها المجتمع المدني الذي لا يستطيع أن يقوم بغير العلمانية.... والدستور والديموقراطية مبنيان على " العقل " و " الإرادة العامة " لأبناء هذه الدولة.... والعقل - كما هو معلوم - هو الفاعل الأصلي في المجتمع البشري، أما العقيدة والديانة وعادات السلف الصالح فهي إما نتائج للعقل أو شعوذة ودجل و " كلام فارغ "...).
أقول: هذه أهم فقرة في كلامك.. هنا أريد أن أصحح لك معلومة هامة جدا.. وهي أولا، أن الديموقراطية ليست مبنية على العقل.. وثانيا، ليس العقل هو الفاعل الأصلي في المجتمع البشري.. وإني مستغربة جدا كيف جعلت هذا مسلما حينما قلت بين شارحتين - كما هو معلوم -؟!
ولتوضيح ذلك أقول لك: فرق كبير بين العقل وأحكام العقل، وبين القوانين والأعراف والأحكام العقلائية.. إن العقل هو أساس الأمور العقلية التي تتصف