الخيط بيدك في لحظتك أو أي لحظة فرضت.. فسل عقلك: هذا الخيط الذي أمسك بآخره، هل يمكن أن لا يكون له أول؟!!
إن العلم الذي تعبده يا غربي، يتوقف كما تتوقف حمارة الأفندي في النزلة! لكن محرك العقل العظيم لا يتوقف، بل يفهم بعملياته آفاقا لم يصل إليها العلم.
يفهم أن الكون ما دام له عمر فهو (يوما) لم يكن ثم كان، ثم يفكر ليفهم، كيف خرج من العدم إلى الوجود؟!
أخبرني.. هل تقبل بديهيات العقل، مثل: قاعدة أن الكل أكبر من الجزء، وقانون العلية، وقانون استحالة التناقض؟ أم أنت من الذين قال الله عنهم: إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير؟
ودعك من سور القرآن وآياته، وفهمها وتفسيرها الذي لا تستطيعه، دعك من فتق السماء ورتقها.. فقد فسرها الإمام محمد الباقر عليه السلام بأن السماء كانت رتقا لا تمطر، والأرض كانت رتقا لا تنبت... فالآية في قانون التبخير والإمطار والإنبات، ولا صلة لها بتكوين الكون.
وأشكرك على دعوتي لقراءة كتاب عن نتائج العلم.. وأدعوك لقراءة أوليات قدرات العقل في الفهم والاستدلال واليقين، لأنك تقدس العقل، لكنك لا تعرف معنى الاستدلال العقلي العلمي والفلسفي.
أما سؤالك عن قاعدة: العالم متغير وكل متغير حادث، فمعناها أن العالم بكل أجزائه في تجدد مستمر، فكل موجود الآن غيره قبل لحظة، وإن كان هو نفسه! فالتغير المستمر دليل الخلق المستمر، ويستحيل أن يكون محركه من نفسه!
وهو دليل يأخذ بالناصية الحرونة إلى المحرك سبحانه! كما يأخذ بها قانون أن للكون عمرا! ولكنها الحرانة! وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة.