وها أنذا سوف أعود إلى الرد على شيخنا العاملي.. واسلموا لي.
العلماني - زمن شكر الأصدقاء.
وكتب أبو هاجر:
يا علماني ويا غربي، ليس المهم عندي من يعرض الأفكار منكما، واهتمامي ينحصر في الأفكار نفسها. وإن كنت أستغرب من العلماني أن يوكل مهمة مناقشة ما بني عليه شكه (أو إنكاره) لوجود الله إلى شخص غيره..
فالشخص العلماني لا يعتمد في إيمانه بمسألة ما على رأي غيره.
إضافة إلى أن العلماني كان قد وعدني والإخوة القراء بكتابة دلائل تشكك (أو تنفي) وجود الله، فلماذا يخلف وعده الآن، ويحيلني إلى غيره؟!
وتدخل غربي، وكتب كاذبا:
هاتفني الشيخ العاملي قبل قليل.. يبلغكم السلام.. ويقول بأنه موافق على ما تم الاتفاق عليه. حياكم الله أبو هاجر.. ودعنا نبدأ من حيث وقف صاحبي، علي مطية.. أقصد العلماني!
للأسف يا أبا هاجر، فإن العلماني صادق فيما ظننته أنت، ربما استعلاء منه.. فبالنسبة لنظرية التطور، تخشى الكتب العربية كثيرا من تناولها كما هي معروفة، ومعترف بها، في أروقة العلوم الغربية.. فالكتب العربية، عن النظرية، إما كتب تنطلق من طرح خلقي، تحاول نقض النظرية، دون أن يكون لها الباع العلمي في ذلك للأسف، أو هي محاولات لبحثها، أعني النظرية، مع حس يجعل المؤلف العربي ينجرف تجاه الوجدان الديني، مبتعدا عن الأسس العلمية..
لا بأس.. مضمون هذه الكتب، وأنت تطلب المضمون، لا يخرج عن التعامل مع النشوء والارتقاء كحقيقة حية، مشاهدة، ومثبتة بالأحافير، التي تعتبر واحدة من أسمى الدلائل العلمية، وأكثرها حجية، منذ بداية عهد التجريب العلمي..