أولا: لا أفهم حقيقة ضرورة وجود أطوار وسيطة " فاشلة " كحتمية للتطور؟!
ثانيا: لا أستوعب أبدا أي مقاربة، تعين على ضرب مثال، بين عملية النشوء والارتقاء، وعملية صنع السيارات!
(ثم إن الكائنات المشكلة للبيئة يجب أن تتطور كلها في نفس الوقت، حيث أن أي اختلال في السلسلة الغذائية (بتغير كائن ما) يهدد البيئة كلها بالفناء..) هذا غير صحيح. لا يوجد أي معنى لهذا الشرط. فمن جهة ربط التباينات في تطور الكائنات الحية بالخلل البيئي، هو ربط مغلوط تماما.
وللمثال.. فنحن نستطيع أن نقول وطبقا لهذا الشرط، بأن الكائنات الحية على سطح الأرض هي هي، بنفس تنوعاتها وأعدادها، منذ عهد السيل العرم... إلى اليوم! لأنه لو جرى عليها أي تغيير في أي نوع من أنواعها أو في أي عدد من أي نوع، لاختل الميزان البيئي! وبطبيعة الحال، فلن نجد من يقول بأن الكائنات الحية، هي نفسها بنفس الأعداد من عشرة آلاف مثلا، وإلى اليوم.
البيئة نظام عملاق رغم ميزانه الدقيق، إلا أنه يستوعب الكثير من المتغيرات، بل هو يتفق مع الطبيعة، في تطور بطئ جدا لعناصره، من أجل المحافظة على هذا الميزان.
ومن جهة أخرى فإن تطور كائن حي، دون آخر، لا يعني بالضرورة وجود خطر على أحدهما من الآخر.. ويمكن فهم ذلك تماما، في فهم الهرم الغذائي للكائنات الحية، وهو الهرم الذي تراهن البيئة على بقاء ميزانها معتدلا، ببقائه قائما.. ففيل الماموث مثلا، سيظل حيوانا عاشبا دون تخطي لهرم الغذاء الحاكم، حتى لو تطور إلى فيل. والطاير سيظل على نفس هرمه الغذائي حتى لو تطور إلى نوع من الطير جديد. وبالطبع.. هناك بعض الاستثناءات، فقد يفترض حدوث خلل بيئي بسبب نقلة نوعية غير عادية، تسمى طفرة متجاوزة، لإحدى