وصح عندنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه يستحب للمسلمين أن يبكوا على الحسين عليه السلام. وبما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى الأمة بالقرآن والعترة بحديث الثقلين المتواتر عند الجميع، وغيره. فالعترة النبوية هم عدل القرآن ومفسروه، وهم مبلغوا السنة النبوية ومبينوها، وقولهم حجة شرعية علينا بنص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وعندما قال صلى الله عليه وآله وسلم: أخبرني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض. كما في صحاحكم، دل ذلك على وجود حجة لله تعالى على العباد من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل عصر.. وعليه فقول العترة المطهرين عندنا حجة شرعية بنص النبي الصريح القطعي، وكل ما ثبت عنهم بسند صحيح فهو حجة شرعية، يضاف إلى حجية القرآن الكريم، وحجية ما ثبت من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
واحتفاؤنا بمراسم العزاء على الإمام الحسين عليه السلام، فيه أحاديث صحيحة السند متواترة عن أئمة العترة النبوية الطاهرة، ولا توجد مثلها في إقامة مجالس العزاء والبكاء على غيره.
فالحكم الشرعي عندنا: أن إقامة المجالس التي تتلى فيها فضائل ومناقب النبي وأهل بيته المعصومين صلى الله عليه وعليهم، وتذكر فيها مصائبهم، ويبكى فيها عليهم مستحبة، بل هي من أفضل القربات إلى الله تعالى.. وللإمام الحسين عليه السلام حكم شرعي خاص مؤكد، حيث وردت فيه أحاديث لم ترد في غيره، وعمل بها أتباع أهل البيت عليهم السلام من صدر الإسلام إلى يومنا هذا.. وبذلك ينضم إلى الأحاديث الصحيحة سيرة المتشرعين الموالين لأهل البيت النبوي عبر العصور.