يسحب جناحيه! ولنبت بعد أن يمرع! ولقضاء بعد أن يعدل! ولحكم بعد أن يستوي! ولدين بعد أن يشيع! ولسلام بعد أن يسود..
إلا ومعه قضية ثلاث وسبعين رأسا قضت في سبيل ألا يلاحم من صدوع الباطل! ويصدع من ثبات الحق!
إن مسيحيتي أيها السادة.. لن تكتمل ناقصا منها الحسين، وإن أي دين سماويا كان أو غير سماوي.. لا يتضمن مرتبة حسينية إنما هو دين كثير الأرض قليل الجنة... وإن أي حق لابد من أن يضيع إن لم تكن وسيلته حسينية.. فإما الحق... وإما الشهادة.!؟
ولندع صفين.. ولندع التحكيم.. ولندع الفتنة.. ولندع من بعد.. حصار القسطنطينية.. ولندع.. حرب الأيقونات في بلاد الروم.. ولندع خوف يزيد من العراق في يد الحسين.. فإن في عمق ذهاب الحسين إلى العراق ليس ما دار في رأس يزيد.. فقط.. وإن في عمق أن الحسين ما رجع عن العراق.. ليس سيفا للحسين سل وما غمد.. فقط..
هناك صوت ما، صوت من أعماق السماء نادى الحسين، فسار إليه.
كل ما هو ومض قدسي، سيرته في الأرض، أن المكان الذي تركه، إنما تركه اقترابا من الجنة، فإذا رجع إليه لا لحكمة ابتعد بدلا من أن يقترب.
من هنا كانت عاشوراء فصلا من فصول ذهاب الحسين إلى الجنة لا العراق.. وهو لو رجع لسلمت رأسه، ولكنه لكان عاش بيدين لا في تلك الحق ولا في هذه الجنة.