في هذا الميدان المعروف بالمشهد الحسيني.. واسألوا الدكتور جمال الصباغ كيف كان يسير هناك حينما تقابلنا في رمضان أنا وهو والأخ حازم محرز..
باعة لكل شئ.. من المصوغات الذهبية للتحف والفنون اليدوية.. مكتبات ضخمة.. مقاهي شديدة الجمال.. مطاعم شهيرة... حلقات ذكر.. ندوات دينية وأخرى ثقافية.. مواكب زواج.. سياح أجانب يقفون مذهولين لروعة المكان وتلك الأعداد الغفيرة من الزوار..
كل هذا في كفة.. و.. مجاذيب الحسين.. في كفة أخرى، فهناك حول الضريح تجد عشرات ممن ارتدوا الخرقة الصوفية.. وتركوا بيوتهم وأعمالهم واستأنسوا بالحسين.. أقاموا حول الضريح يلتحفون السماء ويفترشون الأرض.. يأكلون ما يجود عليهم به أهل الخير.. وما أكثرهم هناك.. ويصلون الصلوات الخمس في المسجد..
في رمضان لست مضطرا لأن تدفع نقودا لكي تفطر إذا ما كنت في ميدان الحسين، فأهل الخير يحملون آلاف الوجبات ويقدمونها مجانا للصائمين وعابري السبيل..
وفي كل شهور السنة يحرص الكثير من الأغنياء على توزيع زكواتهم وصدقاتهم على الناس حول الضريح..
أما في صلاة العيدين فحدث ولاحرج.. تغسل الأرض والله العظيم غسلا.. لا تكاد تميز بين عامل النظافة الموظف رسميا لهذا الغرض، وبين مئات الشباب والشيب الذين يشمرون عن سواعدهم ويحملون المقشات ليكنسوا الميدان.. بعضهم أطباء ومهندسون وضباط وأساتذة جامعات وتجار أثرياء..
وكلهم يعتقدون أن الله تعالى سيبارك لهم عندما يتواضعون ويكنسون الميدان ويرشون الماء..