الظالم. وهذه المواكب التي تجوب الشوارع للعزاء إنما تواجه الظلم وتتحدى الظالمين، وهو ما ينبغي المحافظة عليه.. إنها شعائرنا الدينية التي ينبغي أن تصان، وهي شعائر سياسية يلزم التمسك بها...
سأورد أدلة أخذتها من محاضرات الشيخ المالكي في هذا الشهر، ولقد ذكرها في خطبته لليلة الأولى من محرم، وسأتصرف بالنقل وأختصر:
أولا: معروف لدى الجميع أن سيدنا يعقوب عليه السلام بكى على سيدنا يوسف عليه السلام حتى ابيضت عيناه من الحزن!
ثانيا: يروي الماوردي أبو الحسن الشافعي صاحب أعلام النبوة، وغيره كالمستدرك: أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم على أصحابه حزينا كئيبا باكيا فسألوه، قال: أخبرني قبل قليل جبرئيل بقصة مقتل ولدي الحسين بكربلاء فبكيت لذلك!! وهذا حدث قبل مقتل الإمام الحسين عليه السلام بخمسين سنة أو أكثر.. ألا يستحق أن يبكى عليه بعد ذلك بخمسين سنة وأكثر؟! (وهذا الحديث ذكره ابن حجر، ومسلم في الصحيح، وأحمد في المسند).
ثالثا: فعل الأئمة، وهو مصدر من المصادر الحجة لأن الرسول قال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي.. وتوجد عشرات الأحاديث التي ذكرها الأئمة عن استحباب البكاء وفضله، لا مجال لذكرها.
* وكتب العاملي بتاريخ 12 - 4 - 2000:
سواء استطعنا أن ننظر لمسألة البكاء على الإمام الحسين عليه السلام ونفلسفها، أم لا.. فإن من الثابت في مصادر المسلمين جميعا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر بشهادة سبطه في كربلاء على يد فجار أمته، وبكى لما