بلاد المسلمين بأمان ويصفو له الزمان ويسمع كلامه ويطيعه الشيوخ والفتيان، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، فعند ذلك كملت إمامته وتقررت خلافته، والله يبعث من في القبور فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم، وتعمر الأرض وتصفو وتزهو الأرض بهديها وتجري به أنهارها وتعدم القتن والغارات ويكثر الخير والبركات ولا حاجة لي فيما أقوله بعد ذلك ومني على الدنيا السلام.
قال الشيخ محيي الدين العربي قدس الله سره وأفاض فيوضاته في كتابه " عنقاء المغرب " في بيان المهدي الموعود ووزرائه:
فعند فنا خاء الزمان ودالها * على فاء مدلول الكرور يقوم مع السبعة الأعلام والناس غفل * عليم بتدبير الأمور حكيم فأشخاص خمس وخمس وخمسة * عليهم ترى أمر الوجود يقيم ومن قال إن الأربعين نهاية * لهم فهو قول يرتضيه كليم وإن شئت أخبر عن ثمان ولا تزد * طريقهم فرد إليه قويم فسبعتهم في الأرض لا يجهلونها * وثامنهم عند النجوم لزيم وذكر أيضا في " الفتوحات المكية " في الباب السادس والستين وثلاثمائة منزل وزراء المهدي الظاهر في آخر الزمان الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من أهل البت إن لله خليفة يخرج وقد امتلأت الأرض جورا وظلما فيملأها قسطا وعدلا، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم طول الله ذلك اليوم حتى يلي من عترة النبي صلى الله عليه وسلم يبايع بين الركن والمقام، أسعد الناس به أهل الكوفة، ويقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية ويفصل في القضية، يخرج على فترة من الدين، ومن أبي قتل ومن نازعه خذل، يظهر من الدين ما هو عليه في نفسه ما لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيا لحكم به، يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص، وأعداؤه مقلدة العلماء