بإخراج الحروف وتزيينها والترجيع بحيث لا يسعهم مع ذلك ملاحظة ما هو مقصود بالذات من التلاوة ومن كان كذلك فقلبه مقلوب لا يصلح وعاء لذلك ونحوه كما أن الإناء إذا كان مقلوبا لا يصلح أن يحفظ فيه شئ وكذلك من يعجبه أمرهم وطريقتهم فإن أمره يكون مقصورا على الطرب واللذة الحاصلين من السماع ونحوه وربما دل على تناول من يعجبه شأنهم وإن لم يتفق له سماع بل بمجرد كون ذلك يعجبه.
ويحتمل كون قوله: قلوبهم مقلوبة دعاء عليهم بقلب قلوبهم مقلوبة بحيث لا تصير قائلة لكونها وعالما تعيه القلوب الغير المقلوبة فيكون إنشاء والأول وهو معنى الإخبار كأنه أنسب والثاني أبلغ والله أعلم.
فصل العجب من توقف من توقف الآن في تعريف الغناء فيدعى أنه يعتقد تحريمه ولا يعرف معناه ولا يقبل تفسير علماء اللغة ولا الفقهاء ولا عرف العرب ولا الحديث المتضمن لتفسيره بالترجيع المذكور سابقا مع أنه لا فرق بين الغناء والزنا واللواط والسرقة ونحوها مما يجب الرجوع فيه إلى علماء لغة العرب لأنهم أعرف بتفسيرها من الجهال بالعربية وباعتبار تعلقها بالفقه وكونها من مسائله يجب الرجوع فيها إلى الفقهاء فإنهم أعرف بتفسيرها من جهال العرب والعجم مع أن الفقهاء من علماء العربية أيضا والقسمان لا يشكون في معنى الغناء المذكور سابقا ولا يحتاجون إلى تفسيره لشدة وضوحه وظهوره وهذا وجه خلو بعض كتب اللغة عن تفسيره وفي أكثرها قد صرحوا بالتفسير المذكور.
وفي القاموس: الغناء ككسا من الصوت ما طرب به وغناه الشعر وبه تغنيه تغني به وفيه أيضا الطرب محركة الفرح والحزن وضد خفة تلحقك تسرك أو تحزنك والتطريب الاطراب والتغني (انتهى).
وهؤلاء لما تمكنت الشبهة من قلوبهم لا يقبلون شيئا من ذلك بل يريد كل أمر