الإثنا عشرية - الحر العاملي - الصفحة ١٣٤
منهم أن يؤتي صحفا منشرة مع أنهم يقبلون قول أمثالهم من غير دليل في أمور عظيمة لا يمكن وصفها وأعجب من ذلك أن منهم من طلب مني أحاديث متعددة في تفسير الغناء يشتمل كل منهما على مقدمتين صغرى وكبرى على ترتيب الإشكال المنطقية وهل هذا إلا تعنت وهل يوجد في جميع أحكام الشرع مثل ذلك وأكثرها أو أقلها أو الضروري منها كوجوب الصلاة وتحريم الزنا وليت شعري كيف ثبت الدين في أول الأمر عند المسلمين وما رأينا ولا سمعنا أن النبي والأئمة عليهم السلام احتجوا على الناس بهذه الإشكال بعينها بل احتجاجهم عليهم السلام مأثور على غير هذا الوجه فبعض المقدمات منكور وبعضها محذوف للعلم به ومثل هذا الحكم هل يحتاج إلى أكثر من وروده عن المعصومين عليهم السلام ومعرفة تفسيره من العرب وعلماء العربية على أن ترتيب المقدمات المأخوذة من الحديث على ترتيب الإشكال المنطقية في غاية السهولة والله أعلم.
فصل قد أشرنا إلى كثرة ما روي عنهم عليهم السلام من الأحاديث في تحريم الغناء ولا تحضرني كتب الحديث لا نقل ما فيها فتعين ما فيها ذكر بعضها تيمنا وتبركا وقد تقدم جملة منها ولنقتصر منها هنا على اثني عشر حديثا:
الأول: ما رواه الكليني بإسناده الصحيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال بيت الغناء لا تؤمن به الفجيعة ولا تجاب فيه الدعوة ولا يدخله الملك (1).
الثاني: ما رواه أيضا عنه عليه السلام قال: الغناء مما وعد الله عليه النار وتلا هذه الآية (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) (2) الآية.
الثالث: ما رواه أيضا عنه عليه السلام قال: سماع اللهو والغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل (3).

(1) كا: ج 6 ص 31 - 32 - 33 - 34 - وفي المطبوع: الخضرة مكان: البقل.
(2) كا: ج 6 ص 31 - 32 - 33 - 34 - وفي المطبوع: الخضرة مكان: البقل.
(3) كا: ج 6 ص 31 - 32 - 33 - 34 - وفي المطبوع: الخضرة مكان: البقل.
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 2
2 الباب الأول: في ابطال النسبة وذمها 10
3 الباب الثاني: في ابطال التصوف وذمه 23
4 الباب الثالث: في ابطال اعتقاد الحلول والاتحاد 57
5 الباب الرابع: في ابطال الكشف الذي يدعونه 81
6 الباب الخامس: في ابطال ما يعتقدونه من سقوط التكاليف الشرعية عند ذلك الكشف 88
7 الباب السادس: في ابطال ما يفعلونه من الجلوس في الشتاء وما ابتدعوه من الرياضة وترك اللحم 98
8 الباب السابع: في ابطال ما يجعلونه من أفضل العبادات من الفتل والسقوط على الأرض 112
9 الباب الثامن: في ابطال ما يعتقدونه من أفضل العبادات أيضا من الرقص والصفق بالأيدي والصياح 116
10 الباب التاسع: في اثبات ما يبطلونه ويمنعون منه من السعي على الرزق وطلب المعاش والتجمل ونحوها 118
11 الباب العاشر: في تحريم ما يستحلونه ويعدونه عبادة من الغنا على وجه العموم والخصوص صورة كونه في القرآن والذكر 123
12 الباب الحادي عشر: في ابطال ما يفعلونه من الذكر الخفي والجلي على ما ابتدعوه 148
13 الباب الثاني عشر: في ابطال ما صار شعارا لهم من موالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله وفيه اثنا عشر فصلا 151
14 الفصل الأول: في تحريم الاقتداء بأعداء الدين ومشابهتهم ومشاكلتهم 158
15 الفصل الثاني: في تحريم الابتداع في الدين 160
16 الفصل الثالث: في ذكر بعض مطاعن مشايخ الصوفية 163
17 الفصل الرابع: في وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 183
18 الفصل الخامس: في تحريم ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 185
19 الفصل السادس: في وجوب المجادلة في الدين والمناظرة لبيان الحق 187
20 الفصل السابع: في وجوب جهاد النفس وأعداء الدين 188
21 الفصل الثامن: في وجوب اجتناب معاشرة أهل البدع والمعاصي 190
22 الفصل التاسع: في جواز لعن المبتدعين والمخالفين والبراءة منهم 193
23 الفصل العاشر: في تحريم التعصب بالباطل 196
24 الفصل الحادي عشر: في عدم جواز حسن الظن بالعامة واتباع شيء من طريقتهم المختصة بهم 197
25 الفصل الثاني عشر: في وجوب جهاد النفس والكفر والابتداع والفسق 200