وعثمان بن مظعون فأما علي عليه السلام فإنه حلف أن لا ينام بالليل أبدا إلا ما شاء الله، وأما بلال فحلف أن لا يفطر بالنهار أبدا وأما عثمان بن مظعون فإنه حلف أن لا ينكح أبدا (1) وروى الصدوق في الخصال بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ليس في أمتي رهبانية ولا سياحة ولازم يعني سكوت (2).
وروى السيد المرتضى في رسالة المحكم والمتشابه (3) نقلا من تفسير النعماني بإسناده عن إسماعيل بن جابر عن الصادق عن آبائه عن علي عليهم السلام أن قوما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ترهبوا وحرموا على أنفسهم طيبات الدنيا وحلفوا على ذلك أنهم لا يرجعون إلى ما كانوا عليه أبدا ولا يدخلون فيه بعد وقتهم ذلك، منهم عثمان وسلمان وتمام عشرة من المهاجرين والأنصار.
فأما عثمان بن مظعون فحرم على نفسه النساء والآخرون حرموا الافطار بالنهار إلى غير ذلك من مشاق التكليف فجاءت امرأة عثمان بن مظعون إلى بيت أم سلمة وكانت امرأة جميلة فنظرت إليها أم سلمة وقالت لها: لم عطلت نفسك من الطيب والصبغ والخضاب وغيره؟ فقالت: لأن عثمان بن مظعون ما قربني منذ كذا وكذا فقالت أم سلمة: ولماذا؟ قالت: لأنه قد حرم على نفسه النساء وترهب فأخبرت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك فخرج إلى أصحابه وقال: أترغبون عن النساء إني آتي النساء وأفطر بالنهار وأنام بالليل فمن رغب عن سنتي فليس مني وأنزل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون) فقالوا يا رسول الله إنا قد حلفنا على ذلك فأنزل الله عز وجل (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم) إلى قوله ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم.