الإثنا عشرية - الحر العاملي - الصفحة ١٠٠
من الآيات ومعلوم أن التحريم على النفس بمعنى منعها وحرمانها داخل في مضمون هذه الآيات وما يأتي من الروايات ومفهوم منها وإن لم يعتقد صاحبها التحريم الشرعي.
الثامن: ما روي عنهم عليهم السلام في كثير من الأحاديث من الأمر بالاقتصاد في العبادة والنهي عن الافراط لما يحصل من ذلك من ملل النفس مع أنها عبادات معلومة المشروعية فما الظن بما نحن فيه، وقد عرفت حاله وحكمه والأحاديث المشار إليها متعددة مشهورة وفي أصول الكافي وغيرها مذكورة.
التاسع: ما روي عنهم عليهم السلام في استحباب طول الجلوس على المائدة وإجابة دعوة المؤمن وإطعام الطعام والأكل مع الإخوان، وما روي من أن ابن آدم أجوف لا بد له من الطعام (1) وغير ذلك مما هو مذكور في أحاديث الأطعمة والأشربة من الكافي والمحاسن وغيرهما، ومنافاة ذلك لقاعدة الصوفية في هذا الباب ظاهرة، وأما ما ورد في ذم الأكل على الشبع وكثرة الأكل فلا إشعار له بالدلالة على مطلبهم بوجه إذ الافراط والتفريط مذمومان وذلك خارج عن موضوع البحث.
العاشر: الأحاديث الشريفة المروية عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام الصريحة في الرد عليهم هنا والإنكار لفعلهم وهو كثير أذكر بعضه.
فمن ذلك ما رواه الكليني في باب سيرة الإمام بإسناده في احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملأ وشكاه أخوه الربيع ابن زياد إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قد غم أهله وأحزن ولده، بذلك فقال أمير المؤمنين عليه السلام علي بعاصم بن زياد فلما جيئ به عبس في وجهه وقال: له أما استحييت من أهلك؟ أما رحمت ولدك؟ أترى أن الله أحل لك الطيبات وهو يكره أخذك منها أنت أهون على الله من ذلك أوليس الله تعالى يقول (والأرض وضعها للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام) أوليس الله يقول (مرج البحرين يلتقيان بينهما

(1) كا: ج 6 ص 286.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 2
2 الباب الأول: في ابطال النسبة وذمها 10
3 الباب الثاني: في ابطال التصوف وذمه 23
4 الباب الثالث: في ابطال اعتقاد الحلول والاتحاد 57
5 الباب الرابع: في ابطال الكشف الذي يدعونه 81
6 الباب الخامس: في ابطال ما يعتقدونه من سقوط التكاليف الشرعية عند ذلك الكشف 88
7 الباب السادس: في ابطال ما يفعلونه من الجلوس في الشتاء وما ابتدعوه من الرياضة وترك اللحم 98
8 الباب السابع: في ابطال ما يجعلونه من أفضل العبادات من الفتل والسقوط على الأرض 112
9 الباب الثامن: في ابطال ما يعتقدونه من أفضل العبادات أيضا من الرقص والصفق بالأيدي والصياح 116
10 الباب التاسع: في اثبات ما يبطلونه ويمنعون منه من السعي على الرزق وطلب المعاش والتجمل ونحوها 118
11 الباب العاشر: في تحريم ما يستحلونه ويعدونه عبادة من الغنا على وجه العموم والخصوص صورة كونه في القرآن والذكر 123
12 الباب الحادي عشر: في ابطال ما يفعلونه من الذكر الخفي والجلي على ما ابتدعوه 148
13 الباب الثاني عشر: في ابطال ما صار شعارا لهم من موالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله وفيه اثنا عشر فصلا 151
14 الفصل الأول: في تحريم الاقتداء بأعداء الدين ومشابهتهم ومشاكلتهم 158
15 الفصل الثاني: في تحريم الابتداع في الدين 160
16 الفصل الثالث: في ذكر بعض مطاعن مشايخ الصوفية 163
17 الفصل الرابع: في وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 183
18 الفصل الخامس: في تحريم ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 185
19 الفصل السادس: في وجوب المجادلة في الدين والمناظرة لبيان الحق 187
20 الفصل السابع: في وجوب جهاد النفس وأعداء الدين 188
21 الفصل الثامن: في وجوب اجتناب معاشرة أهل البدع والمعاصي 190
22 الفصل التاسع: في جواز لعن المبتدعين والمخالفين والبراءة منهم 193
23 الفصل العاشر: في تحريم التعصب بالباطل 196
24 الفصل الحادي عشر: في عدم جواز حسن الظن بالعامة واتباع شيء من طريقتهم المختصة بهم 197
25 الفصل الثاني عشر: في وجوب جهاد النفس والكفر والابتداع والفسق 200