برزخ لا يبغيان إلى قوله يخرج منهم اللؤلؤ والمرجان) (١) فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذالها بالمقال وقد قال الله تعالى ﴿وأما بنعمة ربك فحدث﴾ (2).
فقال له عاصم: يا أمير المؤمنين فعلام اقتصرت في مطعمك على الجشوبة وفي ملبسك على الخشونة؟ فقال: ويحك إن الله فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ (3) على الفقير فقره فألقى عاصم بن زياد العبا ولبس الملأ (4).
وروى الكليني أيضا في باب الشرايع عن الثقات عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إن الله أعطى محمدا شرايع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام التوحيد، وخلع الأنداد والفطرة الحنيفية السمحة ولا رهبانية فيها ولا سياحة أحل فيها الطيبات وحرم فيها الخبائث ووضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم (5).
وروى جماعة من العامة والخاصة عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: لا رهبانية في الإسلام (6) وأورده صاحب القاموس وفسره فقال: والرهبانية كالاختصا واعتناق السلاسل ولبس المسوح وترك اللحم ونحوها.
وروى ملا أحمد الأردبيلي في جملة الحديث السابق في ذم الصوفية عن علي بن محمد عليه السلام أنه قال تتجوعون عمرا حتى يديخوا للايكاف حمرا ولا يقللون الغذاء إلا لملأ العساس إلى أن قال: والصوفية كلهم مخالفونا وطريقتهم مغايرة لطريقتنا وإن هم الأنصاري أو يهود هذه الأمة (7).