الرجال الخب اللئيم الخبيث، وقال عباية السلمي:
إنك قد زوجتها جربا * تحسبه وهو مخنذ ضبا ليس بشافي أم عمرو شطبا والجربانة كعفتانة ومثله في اللسان بجلبانة، ويقال: امرأة جربانة، وهي الصخابة البذيئة السيئة الخلق، حكاه يعقوب، قاله ابن سيده، قال حميد بن ثور الهلالي:
جربانة ورهاء تخصي حمارها * بفي (1) من بغى خيرا إليها الجلامد ومنهم من يروي: تخطي خمارها (2) والأول أصح، ويروى " جلبانة وليست راء جربانة بدلا من لام جلبانة، إنما هي لغة، وهي مذكورة في موضعها، وقيل: الجربانة: الضخمة.
والجربياء بالكسر والمد ككيمياء قيل: هي من الرياح الشمأل (3)، كذا في الكامل والكفاية وهو قول الأصمعي، ونقله الصاغاني: وقال الليث: الجربياء شمأل باردة أو جربياؤها بردها، نقله الليث عن أبي الدقيش، فهمز أو هي الريح التي تهب بين الجنوب والصبا كالأزيب، وقيل، هي النكباء التي تجري بين الشمال والدبور، وهي ريح تقشع السحاب، قال ابن أحمر:
بهجل من قسا ذفر الخزامى * تهادى الجربياء به الحنينا قاله الجوهري، وفي لسان العرب ورماه بالجريب، أي الحصى الذي فيه التراب، قال وأراه مشتقا من الجربياء، وقيل لابنة الخس: ما أشد البرد؟ فقالت شمأل (4) جربياء، تحت غب سماء.
والجربياء أيضا: الرجل الضعيف، واسم للأرض السابعة كما أن اسم للسماء السابعة، وجربان القميص، بالكسر والضم أي في أوله مع سكون الراء كما هو المتبادر من عبارته ومثله في الناموس، قال شيخنا: والمشهور فيه تشديد الباء، وضبط الراء تابع للجيم إن ضم ضمت وإن كسر كسرت، والذي في لسان العرب: وجربان الدرع والقميص أي كسحبان (5): جيبه، وقد يقال بالضم، وبالفارسية كريبان وجربان القميص بالضم، أي مع تشديد الراء: لبنته (6)، فارسي معرب، وفي حديث قرة المزني: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأدخلت يدي في جربانه "، بالضم، أي مشددا هو جيب القميص (7)، والألف والنون زائدتان، وفي المجمل: الجربان بكسر الجيم والراء وتشديد الباء، للقميص، قال شيخنا: والذي في أصول صحيحة من القاموس: جرباء ممدودا في الأول، وبالنون بعد الألف في الثاني، ثم قال بعدما نقل من الصحاح والمجمل: إن المد تصحيف ظاهر، فلم أجد (8) في النسخ مع كثرتها وتعددها عندي، لا في نسخة صحيحة، ولا سقيمة، فضلا عن الأصول الصحيحة، وأظن - والله أعلم - هذا من عندياته، أو سهو من ناسخ نسخته، وأنت خبير بأن هذا وأمثال ذلك لا يؤاخذ به المؤلف، ثم قال: وأغرب منه قول الخفاجي في العناية: جربان القميص أي طوقه، بفتح الجيم وكسر الراء وشد الباء، فإنه إن صح فقد أغفله أرباب التأليف، وإلا فهو سبق قلم، صوابه بكسر الجيم إلخ.
قلت: القياس مع الخفاجي، فإنه هكذا هو مضبوط بالفارسية على الأفصح كربيان بفتح الأول وكسر الثاني، فلما عرب بقي مضبوطا على حاله، ثم رأيت في المحكم مثل ما ذكرنا، والحمد لله على ذلك.
وجربان السيف كعثمان وجربانه مضموما مشددا: حده، أو شيء مخروز (9) يجعل فيه السيف وغمده وحمائله وعلى الأول أنشد للراعي (10):