كرهت العقر عقر بني شليل * إذا هبت لقارئها الرياح أي لوقت هبوبها وشدتها وشدة بردها، والعقر موضع، وشليل (1): جد جرير بن عبد الله البجلي، ويقال: هذا وقت قارئ الريح لوقت هبوبها، وهو من باب الكاهل والغارب، وقد يكون على طرح الزائد.
وأقرأ من سفره: رجع إلى وطنه وأقرأ أمرك: دنا وفي الصحاح: أقرأت حاجته (2): دنت وأقرأ حاجته: أخر ويقال: أعتمت قراك (3) أو أقرأته، أي أخرته وحبسته وقيل: استأخر، وظن شيخنا أنه من أقرأت النجوم إذا تأخر مطرها فورك على المصنف، وليس كذلك وأقرأ النجم غاب أو حان مغيبه، ويقال أقرأت النجوم: تأخر مطرها، وأقرأ الرجل من سفره: انصرف منه إلى وطنه وأقرأ: تنسك، كتقرأ تقرؤا، وكذلك قرأ ثلاثيا. وقرأت الناقة والشاة: حملت وناقة قارئ، بغير هاء، وما قرأت سلا قط: ما حملت ملقوحا، وقال اللحياني: معناه. ما طرحت، وروى الأزهري عن أبي الهيثم أنه قال: يقال: ما قرأت الناقة سلا قط، وما قرأت ملقوحا (4)، قال بعضهم: لم تحمل في رحمها ولدا قط، أي لم تحمل، وعن ابن شميل: ضرب الفحل الناقة على غير قرء، وقرء الناقة: ضبعتها، وهذه ناقة قاري وهذه نوق قوارئ، وهو من أقرأت (5) المرأة، إلا أنه يقال في المرأة بالألف، وفي الناقة بغير ألف.
وقرأ الشيء: جمعه وضمه بعضه إلى بعض، وقرأت الشيء قرآنا: جمعته وضممت بعضه إلى بعض، ومنه قولهم: ما قرأت هذه الناقة سلا قط وما قرأت جنينا قط، أي لم تضم (6) رحمها على ولد، قال عمرو بن كلثوم:
ذراعي عيطل أدماء بكر * هجان اللون لم تقرأ جنينا قال أكثر الناس: معناه: لم تجمع جنينا، أي لم يضم (7) رحمها على الجنين، وفيه قول آخر لم تقرأ جنينا أي لم تلقه، ومعنى " قرأت القرآن " (8) لفظت به مجموعا، أي ألقيته، وهو أحد قولي قطرب. وقال أبو إسحاق الزجاج في تفسيره: يسمى كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم كتابا وقرآنا وفرقانا، ومعنى القرآن الجمع، وسمي قرآنا، لأنه يجمع السور فيضمها، وقوله تعالى " إن علينا جمعه وقرآنه " (9) أي جمعه وقراءته. " فإذا قرأناه فاتبع قرانه " أي قراءته (9). قال ابن عباس: فإذا بيناه لك بالقراءة فاعمل بما بيناه لك، وروي عن الشافعي رضي الله عنه أنه قرأ القرآن على إسماعيل بن قسطنطين، وكان يقول: القران اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من قرأت، ولكنه اسم لكتاب الله، مثل التوراة والإنجيل، ويهمز قرأت ولا يهمز القران، وقال أبو بكر بن مجاهد المقرئ: كان أبو عمرو بن العلاء لا يهمز القران، وكان يقرؤه كما روى عن ابن كثير، وقال ابن الأثير: تكرر في الحديث ذكر القراءة والاقتراء والقارئ والقرآن، والأصل في هذه اللفظة الجمع، وكل شيء جمعته فقد قرأته، وسمي القرآن لأنه جمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض، وهو مصدر كالغفران (10)، قال وقد يطلق على الصلاة، لأن فيها قراءة، من تسمية الشيء ببعضه (11)، وعلى القراءة نفسها، يقال قرأ يقرأ (12) قرآنا. وقد تحذف الهمزة تخفيفا، فيقال قران وقريت وقار، ونحو ذلك من التصريف.
وقرأت الحامل وفي بعض النسخ الناقة، أي ولدت وظاهره شموله الآدميين.
والمقرأة، كمعظمة هي التي ينتظر بها انقضاء أقرائها