لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٥
قال: مدحها فاشتاقوا أن ينظروا إليها فأسرعوا السير إليها شوقا منهم أن ينظروا منها. وأبنت الشئ: رقبته، وقال أوس يصف الحمار:
يقول له الراؤون: هذاك راكب يؤبن شخصا فوق علياء واقف وحكى ابن بري قال: روى ابن الأعرابي يوبر، قال: ومعنى يوبر شخصا أي ينظر إليه ليستبينه. ويقال: إنه ليوبر أثرا إذا اقتصه، وقيل لمادح الميت مؤبن لاتباعه آثار فعاله وصنائعه.
والتأبين: إقتفار الأثر. الجوهري: التأبين أن تقفو أثر الشئ.
وأبن الأثر: وهو أن يقتفره فلا يضح له ولا ينفلت منه.
والتأبين: أن يفصد العرق ويؤخذ دمه فيشوي ويؤكل، عن كراع. ابن الأعرابي: الأبن، غير ممدود الألف على فعل من الطعام والشراب، الغليظ الثخين. وأبن الأرض: نبت يخرج في رؤوس الإكام، له أصل ولا يطول، وكأنه شعر يؤكل وهو سريع الخروج سريع الهيج، عن أبي حنيفة. وأبانان: جبلان في البادية، وقيل: هما جبلان أحدهما أسود والآخر أبيض، فالأبيض لبني أسد، والأسود لبني فزارة، بينهما نهر يقال له الرمة، بتخفيف الميم، وبينهما نحو من ثلاثة أميال وهو اسم علم لهما، قال بشر يصف الظعائن:
يؤم بها الحداة مياه نخل، وفيها عن أبانين ازورار وإنما قيل: أبانان وأبان أحدهما، والآخر متالع، كما يقال القمران، قال لبيد:
درس المنا بمتالع وأبان، فتقادمت بالحبس فالسوبان قال ابن جني: وأما قولهم للجبلين المتقابلين أبانان، فإن أبانان اسم علم لهما بمنزلة زيد وخالد، قال: فإن قلت كيف جاز أن يكون بعض التثنية علما وإنما عامتها نكرات؟ ألا ترى أن رجلين وغلامين كل واحد منهما نكرة غير علم فما بال أبانين صارا علما؟ والجواب: أن زيدين ليسا في كل وقت مصطحبين مقترنين بل كل واحد منهما يجامع صاحبه ويفارقه، فلما اصطحبا مرة وافترقا أخرى لم يمكن أن يخصا باسم علم يفيدهما من غيرهما، لأنهما شيئان، كل واحد منهما بائن من صاحبه، وأما أبانان فجبلان متقابلان لا يفارق واحد منهما صاحبه، فجريا لاتصال بعضهما ببعض مجرى المسمى الواحد نحو بكر وقاسم، فكما خص كل واحد من الأعلام باسم يفيده من أمته، كذلك خص هذان الجبلان باسم يفيدهما من سائر الجبال، لأنهما قد جريا مجرى الجبل الواحد، فكما أن ثبيرا ويذبل لما كان كل واحد منهما جبلا واحدا متصلة أجزاؤه خص باسم لا يشارك فيه، فكذلك أبانان لما لم يفترق بعضهما من بعض كانا لذلك كالجبل الواحد، خصا باسم علم كما خص يذبل ويرمرم وشمام كل واحد منها باسم علم، قال مهلهل:
أنكحها فقدها الأراقم في جنب، وكان الخباء من أدم لو بأبانين جاء يخطبها رمل، ما أنف خاطب بدم الجوهري: وتقول هذان أبانان حسنين، تنصب النعت لأنه نكرة وصفت به معرفة، لأن الأماكن لا تزول فصارا كالشئ الواحد، وخالف الحيوان، إذا قلت هذان زيدان حسنان، ترفع النعت ههنا
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564