قال: مدحها فاشتاقوا أن ينظروا إليها فأسرعوا السير إليها شوقا منهم أن ينظروا منها. وأبنت الشئ: رقبته، وقال أوس يصف الحمار:
يقول له الراؤون: هذاك راكب يؤبن شخصا فوق علياء واقف وحكى ابن بري قال: روى ابن الأعرابي يوبر، قال: ومعنى يوبر شخصا أي ينظر إليه ليستبينه. ويقال: إنه ليوبر أثرا إذا اقتصه، وقيل لمادح الميت مؤبن لاتباعه آثار فعاله وصنائعه.
والتأبين: إقتفار الأثر. الجوهري: التأبين أن تقفو أثر الشئ.
وأبن الأثر: وهو أن يقتفره فلا يضح له ولا ينفلت منه.
والتأبين: أن يفصد العرق ويؤخذ دمه فيشوي ويؤكل، عن كراع. ابن الأعرابي: الأبن، غير ممدود الألف على فعل من الطعام والشراب، الغليظ الثخين. وأبن الأرض: نبت يخرج في رؤوس الإكام، له أصل ولا يطول، وكأنه شعر يؤكل وهو سريع الخروج سريع الهيج، عن أبي حنيفة. وأبانان: جبلان في البادية، وقيل: هما جبلان أحدهما أسود والآخر أبيض، فالأبيض لبني أسد، والأسود لبني فزارة، بينهما نهر يقال له الرمة، بتخفيف الميم، وبينهما نحو من ثلاثة أميال وهو اسم علم لهما، قال بشر يصف الظعائن:
يؤم بها الحداة مياه نخل، وفيها عن أبانين ازورار وإنما قيل: أبانان وأبان أحدهما، والآخر متالع، كما يقال القمران، قال لبيد:
درس المنا بمتالع وأبان، فتقادمت بالحبس فالسوبان قال ابن جني: وأما قولهم للجبلين المتقابلين أبانان، فإن أبانان اسم علم لهما بمنزلة زيد وخالد، قال: فإن قلت كيف جاز أن يكون بعض التثنية علما وإنما عامتها نكرات؟ ألا ترى أن رجلين وغلامين كل واحد منهما نكرة غير علم فما بال أبانين صارا علما؟ والجواب: أن زيدين ليسا في كل وقت مصطحبين مقترنين بل كل واحد منهما يجامع صاحبه ويفارقه، فلما اصطحبا مرة وافترقا أخرى لم يمكن أن يخصا باسم علم يفيدهما من غيرهما، لأنهما شيئان، كل واحد منهما بائن من صاحبه، وأما أبانان فجبلان متقابلان لا يفارق واحد منهما صاحبه، فجريا لاتصال بعضهما ببعض مجرى المسمى الواحد نحو بكر وقاسم، فكما خص كل واحد من الأعلام باسم يفيده من أمته، كذلك خص هذان الجبلان باسم يفيدهما من سائر الجبال، لأنهما قد جريا مجرى الجبل الواحد، فكما أن ثبيرا ويذبل لما كان كل واحد منهما جبلا واحدا متصلة أجزاؤه خص باسم لا يشارك فيه، فكذلك أبانان لما لم يفترق بعضهما من بعض كانا لذلك كالجبل الواحد، خصا باسم علم كما خص يذبل ويرمرم وشمام كل واحد منها باسم علم، قال مهلهل:
أنكحها فقدها الأراقم في جنب، وكان الخباء من أدم لو بأبانين جاء يخطبها رمل، ما أنف خاطب بدم الجوهري: وتقول هذان أبانان حسنين، تنصب النعت لأنه نكرة وصفت به معرفة، لأن الأماكن لا تزول فصارا كالشئ الواحد، وخالف الحيوان، إذا قلت هذان زيدان حسنان، ترفع النعت ههنا