وأبن الرجل: كأبنه. وآبن الرجل وأبنه، كلاهما:
عابه في وجهه وعيره. والأبنة، بالضم: العقدة في العود أو في العصا، وجمعها أبن، قال الأعشى:
قضيب سراء كثير الأبن (* قوله كثير الابن في التكملة ما نصه: والرواية قليل الابن، وهو الصواب لأن كثرة الابن عيب، وصدر البيت:
سلاجم كالنحل أنحى لها.
قال ابن سيده: وهو أيضا مخرج الغصن في القوس. والأبنة:
العيب في الخشب والعود، وأصله من ذلك. ويقال: ليس في حسب فلان ابنة، كقولك: ليس فيه وصمة. والأبنة: العيب في الكلام، وقد تقدم قول خالد بن صفوان في الأبنة والوصمة، وقول رؤبة:
وامدح بلالا غير ما مؤبن، تراه كالبازي انتمى للموكن انتمى: تعلى. قال ابن الأعرابي: مؤبن معيب، وخالفه غيره، وقيل: غير هالك أي غير مبكي، ومنه قول لبيد:
قوما تجوبان مع الأنواح، (* قوله قوما تجوبان إلخ هكذا في الأصل، وتقدم في مادة نوح: تنوحان.
وأبنا ملاعب الرماح، ومدره الكتيبة الرداح.
وقيل للمجبوس: مأبون لأنه يزن بالعيب القبيح، وكأن أصله من ابنة العصا لأنها عيب فيها. وابنة البعير: غلصمته، قال ذو الرمة يصف عيرا وسحيله:
تغنيه من بين الصبيين ابنة نهوم، إذا ما ارتد فيها سحيلها.
تغنيه يعني العير من بين الصبيين، وهما طرفا اللحي.
والأبنة: العقدة، وعنى بها ههنا الغلصمة، والنهوم: الذي ينحط أي يزفر، يقال: نهم ونأم فيها في الأبنة، والسحيل:
الصوت. ويقال: بينهم أبن أي عداوات. وإبان كل شئ، بالكسر والتشديد: وقته وحينه الذي يكون فيه. يقال: جئته على إبان ذلك أي على زمنه. وأخذ الشئ بإبانه أي بزمانه، وقيل: بأوله. يقال:
أتانا فلان إبان الرطب، وإبان اختراف الثمار، وإبان الحر والبرد أي أتانا في ذلك الوقت، ويقال: كل الفواكه في إبانها أي في وقتها، قال الراجز:
أيان تقضي حاجتي أيانا، أما ترى لنجحها إبانا؟
وفي حديث المبعث: هذا إبان نجومه أي وقت ظهوره، والنون أصلية فيكون فعالا، وقيل: هي زائدة، وهو فعلان من أب الشئ إذا تهيأ للذهاب، ومن كلام سيبويه في قولهم يا للعجب أي يا عجب تعال فإنه من إبانك وأحيانك. وأبن الرجل تأبينا وأبله: مدحه بعد موته وبكاه، قال متمم بن نويرة:
لعمري وما دهري بتأبين هالك، ولا جزعا مما أصاب فأوجعا.
وقال ثعلب: هو إذا ذكرته بعد موته بخير، وقال مرة: هو إذا ذكرته بعد الموت. وقال شمر: التأبين الثناء على الرجل في الموت والحياة، قال ابن سيده: وقد جاء في الشعر مدحا للحي، وهو قول الراعي:
فرفع أصحابي المطي وأبنوا هنيدة، فاشتاق العيون اللوامح.