لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٢٧٣
إلا تر، ثم بين الحركة في الوقف بالهاء فقال تره، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف. وحكى اللحياني عن بني سليم:
لقد ظنت ذلك أي ظننت، فحذفوا كما حذفوا ظلت ومست وما أحست ذاك، وهي سلمية. قال سيبويه: أما قولهم ظننت به فمعناه جعلته موضع ظني، وليست الباء هنا بمنزلتها في: كفى بالله حسيبا، إذ لو كان ذلك لم يجز السكت عليه كأنك قلت ظننت في الدار، ومثله شككت فيه، وأما ظننت ذلك فعلى المصدر. وظننته ظنا وأظننته واظطننته: اتهمته. والظنة: التهمة. ابن سيده: وهي الظنة والطنة، قلبوا الظاء طاء ههنا قلبا، وإن لم يكن هنالك إدغام لاعتيادهم اطن ومطن وأطنان، كما حكاه سيبويه من قولهم الدكر، حملا على ادكر. والظنين: المتهم الذي تظن به التهمة، ومصدره الظنة، والجمع الظنن، يقال منه: أظنه واطنه، بالطاء والظاء، إذا اتهمه. ورجل ظنين: متهم من قوم أظناء بيني الظنة والظنانة. وقوله عز وجل: وما هو على الغيب بظنين، أي بمتهم، وفي التهذيب: معناه ما هو على ما ينبئ عن الله من علم الغيب بمتهم، قال: وهذا يروى عن علي، عليه السلام. وقال الفراء: ويقال وما هو على الغيب بظنين أي بضعيف، يقول: هو محتمل له، والعرب تقول للرجل الضعيف أو القليل الحيلة: هو ظنون، قال: وسمعت بعض قضاعة يقول:
ربما دلك على الرأي الظنون، يريد الضعيف من الرجال، فإن يكن معنى ظنين ضعيفا فهو كما قيل ماء شروب وشريب وقروني وقريني وقرونتي وقرينتي، وهي النفس والعزيمة. وقال ابن سيرين: ما كان علي يظن في قتل عثمان وكان الذي يظن في قتله غيره، قال أبو عبيد: قوله يظن يعني يتهم، وأصله من الظن، إنما هو يفتعل منه، وكان في الأصل يظتن، فثقلت الظاء مع التاء فقلبت ظاء معجمة، ثم أدغمت، ويروى بالطاء المهملة، وقد تقدم، وأنشد:
وما كل من يظنني أنا معتب، ولا كل ما يروى علي أقول.
ومثله:
هو الجواد الذي يعطيك نائله عفوا، ويظلم أحيانا فيظلم.
كان في الأصل فيظتلم، فقلبت التاء ظاء وأدغمت في الظاء فشددت.
أبو عبيدة: تظنيت من ظننت، وأصله تظننت، فكثرت النونات فقلبت إحداها ياء كما قالوا قصيت أظفاري، والأصل قصصت أظفاري، قال ابن بري: حكى ابن السكيت عن الفراء: ما كل من يظتنني. وقال المبرد: الظنين المتهم، وأصله المظنون، وهو من ظننت الذي يتعدى إلى مفعول واحد. تقول: ظننت بزيد وظننت زيدا أي اتهمت، وأنشد لعبد الرحمن ابن حسان:
فلا ويمين الله، لا عن جناية هجرت، ولكن الظنين ظنين.
ونسب ابن بري هذا البيت لنهار بن توسعة. وفي الحديث: لا تجوز شهادة ظنين أي متهم في دينه، فعيل بمعنى مفعول من الظنة التهمة. وقوله في الحديث الآخر: ولا ظنين في ولاء، هو الذي ينتمي إلى غير مواليه لا تقبل شهادته للتهمة. وتقول ظننتك زيدا وظننت زيدا إياك، تضع المنفصل موضع المتصل في الكناية عن الاسم والخبر لأنهما منفصلان في الأصل
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564