تقول: حططت عنها. وفي حديث عمر: إذا حططتم الرحال فشدوا السروج أي إذا قضيتم الحج وحططتم رحالكم عن الإبل، وهي الأكوار والمتاع، فشدوا السروج على الخيل للغزو. وحط الحمل عن البعير يحطه حطا: أنزله. وكل ما أنزله عن ظهر، فقد حطه. الجوهري: حط الرحل والسرج والقوس وحط أي نزل. والمحط: المنزل. والمحط: من الأدوات، وقال في مكان آخر: من أدوات النطاعين الذين يجلدون الدفاتر حديدة معطوفة الطرف، وأديم محطوط، وأنشد:
تبين وتبدي عن عروق، كأنها أعنة خراز تحط وتبشر وحط الله عنه وزره، في الدعاء: وضعه، مثل بذلك، أي خفف الله عن ظهرك ما أثقله من الوزر. يقال: حط الله عنك وزرك ولا أنقض ظهرك. واستحطه وزره: سأله أن يحطه عنه، والاسم الحطة. وحكي أن بني إسرائيل إنما قيل لهم: وقولوا حطة، ليستحطوا بذلك أوزارهم فتحط عنهم. وسأله الحطيطى أي الحطة. قال أبو إسحق في قوله تعالى: وقولوا حطة، قال: معناه قولوا مسألتنا حطة أي حط ذنوبنا عنا، وكذلك القراءة، وارتفعت على معنى مسألتنا حطة أو أمرنا حطة، قال: ولو قرئت حطة كان وجها في العربية كأنه قيل لهم: قولوا احطط عنا ذنوبنا حطة، فحرفوا هذا القول وقالوا لفظة غير هذه اللفظة التي أمروا بها، وجملة ما قالوا أنه أمر عظيم سماهم الله به فاسقين، وقال الفراء في قوله تعالى: وقولوا حطة، يقال، والله أعلم: قولوا ما أمرتم به حطة أي هي حطة، فخالفوا إلى كلام بالنبطية، فذلك قوله تعالى: فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم. وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى:
وادخلوا الباب سجدا، قال: ركعا، وقولوا حطة مغفرة، قالوا: حنطة ودخلوا على أستاههم، فذلك قوله تعالى: فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم، وقال الليث: بلغنا أن بني إسرائيل حين قيل لهم قولوا حطة إنما قيل لهم كي يستحطوا بها أوزارهم فتحط عنهم. وقال ابن الأعرابي: قيل لهم قولوا حطة فقالوا حنطة شمقايا أي حنطة جيدة، قال:
وقوله عز وجل حطة أي كلمة تحط عنكم خطاياكم وهي: لا إله إلا الله.
ويقال: هي كلمة أمر بها بنو إسرائيل لو قالوها لحطت أوزارهم.
وحطه أي حدره. وفي الحديث: من ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة أي تحط عنه خطاياه وذنوبه، وهي فعلة من حط الشئ يحطه إذا أنزله وألقاه. وفي الحديث: إن الصلاة تسمى في التوراة حطوطا. وحط السعر يحط حطا وحطوطا: رخص، وكذلك انحط حطوطا وكسر وانكسر، يريد فتر. وقال الأزهري في هذا المكان: ويقال سعر مقطوط وقد قط السعر وقط السعر وقط الله السعر، ولم يزد ههنا على هذا اللفظ.
والحطاطة والحطائط والحطيط: الصغير وهو من هذا لأن الصغير محطوط، أنشد قطرب:
إن حري حطائط بطائط، كأثر الظبي بجنب الغائط بطائط اتباع، وقال مليح:
بكل حطيط الكعب، درم حجوله، ترى الحجل منه غامضا غير مقلق