لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٤٥١
بينهما أن الأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد، تقول ما جاءني أحد، والواحد اسم بني لمفتتح العدد، تقول جاءني واحد من الناس، ولا تقول جاءني أحد، فالواحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير، والأحد منفرد بالمعنى، وقيل: الواحد هو الذي لا يتجزأ ولا يثنى ولا يقبل الانقسام ولا نظير له ولا مثل ولا يجمع هذين الوصفين إلا الله عز وجل، وقال ابن الأثير: في أسماء الله تعالى الواحد، قال: هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر، قال الأزهري: وأما اسم الله عز وجل أحد فإنه لا يوصف شئ بالأحدية غيره، لا يقال: رجل أحد ولا درهم أحد كما يقال رجل وحد أي فرد لأن أحدا صفة من صفات الله عز وجل التي استخلصها لنفسه ولا يشركه فيها شئ، وليس كقولك الله واحد وهذا شئ واحد، ولا يقال شئ أحد وإن كان بعض اللغويين قال: إن الأصل في الأحد وحد، قال اللحياني: قال الكسائي: ما أنت من الأحد أي من الناس، وأنشد:
وليس يطلبني في أمر غانية إلا كعمرو، وما عمرو من الأحد قال: ولو قلت ما هو من الإنسان، تريد ما هو من الناس، أصبت. وأما قول الله عز وجل: قل هو الله أحد الله الصمد، فإن أكثر القراء على تنوين أحد. وقد قرأه بعضهم بترك التنوين وقرئ بإسكان الدال: قل هو الله أحد، وأجودها الرفع بإثبات التنوين في المرور وإنما كسر التنوين لسكونه وسكون اللام من الله، ومن حذف التنوين فلالتقاء الساكنين أيضا.
وأما قول الله تعالى: هو الله، فهو كناية عن ذكر الله المعلوم قبل نزول القرآن، المعنى: الذي سألتم تبيين نسبه هو الله، وأحد مرفوع على معنى هو الله أحد، وروي في التفسير: أن المشركين قالوا للنبي، صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك، فأنزل الله عز وجل: قل هو الله أحد الله الصمد.
قال الأزهري: وليس معناه أن لله نسبا انتسب إليه ولكن معناه نفي النسب عن الله تعالى الواحد، لأن الأنساب إنما تكون للمخلوقين، والله تعالى صفته أنه لم يلد ولدا ينسب إليه، ولم يولد فينتسب إلى ولد، ولم يكن له مثل ولا يكون فيشبه به تعالى الله عن افتراء المفترين، وتقدس عن إلحاد المشركين، وسبحانه عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا. قال الأزهري: والواحد من صفات الله تعالى، معناه أنه لا ثاني له، ويجوز أن ينعت الشئ بأنه واحد، فأما أحد فلا ينعت به غير الله تعالى لخلوص هذا الاسم الشريف له، جل ثناؤه. وتقول: أحدت الله تعالى ووحدته، وهو الواحد الأحد. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال لرجل ذكر الله وأومأ بإصبعيه فقال له: أحد أحد أي أشر بإصبع واحدة. قال: وأما قول الناس: توحد الله بالأمر وتفرد، فإنه وإن كان صحيحا فإني لا أحب أن ألفظ به في صفة الله تعالى في المعنى إلا بما وصف به نفسه في التنزيل أو في السنة، ولم أجد المتوحد في صفاته ولا المتفرد، وإنما ننتهي في صفاته إلى ما وصف به نفسه ولا نجاوزه إلى غيره لمجازه في العربية. وفي الحديث: أن الله تعالى لم يرض بالوحدانية لأحد غيره، شر أمتي الوحداني المعجب بدينه المرائي بعمله، يريد بالوحداني المفارق للجماعة المنفرد بنفسه، وهو منسوب إلى الوحدة والانفراد، بزيادة الألف والنون للمبالغة.
والميحاد: من الواحد كالمعشار، وهو جزء واحد كما أن المعشار عشر، والمواحيد جماعة الميحاد، لو رأيت أكمات منفردات كل واحدة بائنة من
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518