نصبوا وحده على مذهب المصدر أي توحد وحده، قال: وقال أصحابنا إنما النصب على مذهب الصفة، قال أبو عبيد: وقد يدخل الأمران فيه جميعا، وقال شمر: أما نسيج وحده فمدح وأما جحيش وحده وعيير وحده فموضوعان موضع الذم، وهما اللذان لا يشاوران أحدا ولا يخالطان، وفيهما مع ذلك مهانة وضعف، وقال غيره: معنى قوله نسيج وحده أنه لا ثاني له وأصله الثوب الذي لا يسدى على سداه لرقة غيره من الثياب. ابن الأعرابي: يقال نسيج وحده وعيير وحده ورجل وحده. ابن السكيت: تقول هذا رجل لا واحد له كما تقول هو نسيج وحده. وفي حديث عمر: من يدلني على نسيج وحده؟ الجوهري: الوحدة الانفراد. يقال: رأيته وحده وجلس وحده أي منفردا، وهو منصوب عند أهل الكوفة على الظرف، وعند أهل البصرة على المصدر في كل حال، كأنك قلت أوحدته برؤيتي إيحادا أي لم أر غيره ثم وضعت وحده هذا الموضع. قال أبو العباس: ويحتمل وجها آخر، وهو أن يكون الرجل بنفسه منفردا كأنك قلت رأيت رجلا منفردا انفرادا ثم وضعت وحده موضعه، قال: ولا يضاف إلا في ثلاثة مواضع: هو نسيج وحده، وهو مدح، وعيير وحده وجحيش وحده، وهما ذم، كأنك قلت نسيج إفراد فلما وضعت وحده موضع مصدر مجرور جررته، وربما قالوا: رجيل وحده. قال ابن بري عند قول الجوهري رأيته وحده منصوب على الظرف عند أهل الكوفة وعند أهل البصرة على المصدر، قال: أما أهل البصرة فينصبونه على الحال، وهو عندهم اسم واقع موقع المصدر المنتصب على الحال مثل جاء زيد ركضا أي راكضا. قال: ومن البصريين من ينصبه على الظرف، قال: وهو مذهب يونس. قال: وليس ذلك مختصا بالكوفيين كما زعم الجوهري. قال: وهذا الفصل له باب في كتب النحويين مستوفى فيه بيان ذلك.
التهذيب: والوحد خفيف حدة كل شئ، يقال: وحد الشئ، فهو يحد حدة، وكل شئ على حدة فهو ثاني آخر. يقال: ذلك على حدته وهما على حدتهما وهم على حدتهم. وفي حديث جابر ودفن أبيه: فجعله في قبر على حدة أي منفردا وحده، وأصلها من الواو فحذفت من أولها وعوضت منها الهاء في آخرها كعدة وزنة من الوعد والوزن، والحديث الآخر: اجعل كل نوع من تمرك على حدة. قال ابن سيده: وحدة الشئ توحده وهذا الأمر على حدته وعلى وحده. وحكى أبو زيد: قلنا هذا الأمر وحدينا، وقالتاه وحديهما، قال: وهذا خلاف لما ذكرنا.
وأوحده الناس تركوه وحده، وقول أبي ذؤيب:
مطأطأة لم ينبطوها، وإنها ليرضى بها فراطها أم واحد أي أنهم تقدموا يحفرونها يرضون بها أن تصير أما لواحد أي أن تضم واحدا، وهي لا تضم أكثر من واحد، قال ابن سيده: هذا قول السكري. والوحد من الوحش: المتوحد، ومن الرجال: الذي لا يعرف نسبه ولا أصله. الليث: الوحد المنفرد، رجل وحد وثور وحد، وتفسير الرجل الوحد أن لا يعرف له أصل، قال النابغة:
بذي الجليل على مستأنس وحد والتوحيد: الإيمان بالله وحده لا شريك له. والله الواحد الأحد: ذو الوحدانية والتوحد. ابن سيده: والله الأوحد والمتوحد وذو الوحدانية، ومن صفاته الواحد الأحد، قال أبو منصور وغيره: الفرق