فقد رجعوا كحي واحدينا التهذيب: تقول: واحد واثنان وثلاثة إلى عشرة فإن زاد قلت أحد عشر يجري أحد في العدد مجرى واحد، وإن شئت قلت في الابتداء واحد اثنان ثلاثة ولا يقال في أحد عشر غير أحد، وللتأنيث واحدة، وإحدى في ابتداء العدد تجري مجرى واحد في قولك أحد وعشرون كما يقال واحد وعشرون، فأما إحدى عشرة فلا يقال غيرها، فإذا حملوا الأحد على الفاعل أجري مجرى الثاني والثالث، وقالوا: هو حادي عشريهم وهو ثاني عشريهم، والليلة الحادية عشرة واليوم الحادي عشر، قال: وهذا مقلوب كما قالوا جذب وجبذ، قال ابن سيده: وحادي عشر مقلوب موضع الفاء إلى اللام لا يستعمل إلا كذلك، وهو فاعل نقل إلى عالف فانقلبت الواو التي هي الأصل ياء لانكسار ما قبلها.
وحكى يعقوب: معي عشرة فأحدهن ليه أي صيرهن لي أحد عشر. قال أبو منصور: جعل قوله فأحدهن ليه، من الحادي لا من أحد، قال ابن سيده: وظاهر ذلك يؤنس بأن الحادي فاعل، قال: والوجه إن كان هذا المروي صحيحا أن يكون الفعل مقلوبا من وحدت إلى حدوت، وذلك أنهم لما رأوا الحادي في ظاهر الأمر على صورة فاعل، صار كأنه جار على حدوث جريان غاز على غزوت، وإحدى صيغة مضروبة للتأنيث على غير بناء الواحد كبنت من ابن وأخت من أخ. التهذيب: والوحدان جمع الواحد ويقال الأحدان في موضع الوحدان. وفي حديث العيد: فصلينا وحدانا أي منفردين جمع واحد كراكب وركبان. وفي حديث حذيفة: أو لتصلن وحدانا. وتقول: هو أحدهم وهي إحداهن، فإن كانت امرأة مع رجال لم يستقم أن تقول هي إحداهم ولا أحدهم ولا إحداهن إلا أن تقول هي كأحدهم أو هي واحدة منهم. وتقول: الجلوس والقعود واحد، وأصحابي وأصحابك واحد. قال: والموحد كالمثني والمثلث. قال ابن السكيت: تقول هذا الحادي عشر وهذا الثاني عشر وهذا الثالث عشر مفتوح كله إلى العشرين، وفي المؤنث: هذه الحادية عشرة والثانية عشرة إلى العشرين تدخل الهاء فيها جميعا. قال الأزهري: وما ذكرت في هذا الباب من الألفاظ النادرة في الأحد والواحد والإحدى والحادي فإنه يجري على ما جاء عن العرب ولا يعدى ما حكي عنهم لقياس متوهم اطراده، فإن في كلام العرب النوادر التي لا تنقاس وإنما يحفظها أهل المعرفة المعتنون بها ولا يقيسون عليها، قال: وما ذكرته فإنه كله مسموع صحيح. ورجل واحد: متقدم في بأس أو علم أو غير ذلك كأنه لا مثل له فهو وحده لذلك، قال أبو خراش:
أقبلت لا يشتد شدي واحد، علج أقب مسير الأقراب والجمع أحدان ووحدان مثل شاب وشبان وراع ورعيان. الأزهري:
يقال في جمع الواحد أحدان والأصل وحدان فقلبت الواو همزة لانضمامها، قال الهذلي:
يحمي الصريمة، أحدان الرجال له صيد، ومجترئ بالليل هماس قال ابن سيده: فأما قوله:
طاروا إليه زرافات وأحدانا فقد يجوز أن يعنى أفرادا، وهو أجود لقوله زرافات، وقد يجوز أن يعنى به الشجعان الذين لا نظير لهم في البأس، وأما قوله: