الأخرى فيحدث لذلك مشق وتشقق، وقد مسح. قال أبو زيد: إذا كانت إحدى ركبتي الرجل تصيب الأخرى قيل: مشق مشقا ومسح، بالكسر، مسحا. وامرأة مسحاء رسحاء، والاسم المسح، والماسح من الضاغط إذا مسح المرفق الإبط من غير أن يعركه عركا شديدا، وإذا أصاب المرفق طرف كركرة البعير فأدماه قيل: به حاز، وإن لم يدمه قيل: به ماسح.
والأمسح: الأرسح، وقوم مسح رسح، وقال الأخطل:
دسم العمائم، مسح، لا لحوم لهم، إذا أحسوا بشخص نابئ أسدوا وفي حديث اللعان: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال في ولد الملاعنة: إن جاءت به ممسوح الأليتين، قال شمر: هو الذي لزقت أليتاه بالعظم ولم تعظما، رجل أمسح وامرأة مسحاء وهي الرسحاء. وخصى ممسوح إذا سلتت مذاكيره. والمسح أيضا: نقص وقصر في ذنب العقاب. وعضد ممسوحة: قليلة اللحم. ورجل أمسح القدم والمرأة مسحاء إذا كانت قدمه مستوية لا أخمص لها.
وفي صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: مسيح القدمين، أراد أنهما ملساوان لينتان ليس فيهما تكسر ولا شقاق، إذا أصابهما الماء نبا عنهما.
وامرأة مسحاء الثدي إذا لم يكن لثديها حجم. ورجل ممسوح الوجه ومسيح: ليس على أحد شقي وجهه عين ولا حاجب. والمسيح الدجال: منه على هذه الصفة، وقيل: سمي بذلك لأنه ممسوح العين.
الأزهري: المسيح الأعور وبه سمي الدجال، ونحو ذلك قال أبو عبيد. ومسح في الأرض يمسح مسوحا: ذهب، والصاد لغة، وهو مذكور في موضعه. ومسحت الإبل الأرض يومها دأبا أي سارت فيها سيرا شديدا.
والمسيح: الصديق وبه سمي عيسى، عليه السلام، قال الأزهري: وروي عن أبي الهيثم أن المسيح الصديق، قال أبو بكر: واللغويون لا يعرفون هذا، قال: ولعل هذا كان يستعمل في بعض الأزمان فدرس فيما درس من الكلام، قال: وقال الكسائي: قد درس من كلام العرب كثير. قال ابن سيده: والمسيح عيسى بن مريم، صلى الله على نبينا وعليهما، قيل: سمي بذلك لصدقه، وقيل: سمي به لأنه كان سائحا في الأرض لا يستقر، وقيل: سمي بذلك لأنه كان يمسح بيده على العليل والأكمه والأبرص فيبرئه بإذن الله، قال الأزهري: أعرب اسم المسيح في القرآن على مسح، وهو في التوراة مشيحا، فعرب وغير كما قيل موسى وأصله موشى، وأنشد:
إذا المسيح يقتل المسيحا يعني عيسى بن مريم يقتل الدجال بنيزكه، وقال شمر: سمي عيسى المسيح لأنه مسح بالبركة، وقال أبو العباس: سمي مسيحا لأنه كان يمسح الأرض أي يقطعها. وروي عن ابن عباس: أنه كان لا يمسح بيده ذا عاهة إلا برأ، وقيل: سمي مسيحا لأنه كان أمسح الرجل ليس لرجله أخمص، وقيل: سمي مسيحا لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن، وقول الله تعالى: بكلمة منه اسمه المسيح، قال أبو منصور: سمى الله ابتداء أمره كلمة لأنه ألقى إليها الكلمة، ثم كون الكلمة بشرا، ومعنى الكلمة معنى الولد، والمعنى: يبشرك بولد اسمه المسيح.
والمسيح: الكذاب الدجال، وسمي الدجال، مسيحا لأن عينه ممسوحة عن أن يبصر بها، وسمي عيسى مسيحا اسم خصه الله به، ولمسح زكريا إياه، وروي عن أبي الهيثم