شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي - ج ١ - الصفحة ٣١٢
و " أن " زائدة، وقال:
86 - أيها المنكح الثريا سهيلا * عمرك الله كيف يلتقيان (1) هي شامية إذا ما استهلت * وسهيل إذا استهل يماني وقد ذكر الجوهري (2) استعمال قعدك وعمرك في القسم الذي لا سؤال فيه، قال:
يقال: قعدك لا آتيك وكذا قعيدك، وقعدك الله لا آتيك وقعيدك الله لا آتيك، وعمر الله ما فعلت كذا، وعمرك الله ما فعلت كذا، قال ابن يعيش (3): لا يستعملان إلا في القسم.
قال الجوهري: وقد جاء عمرك الله في غير القسم، واستشهد بقوله: " عمرك الله كيف يلتقيان " وقال: المعنى، سالت الله أن يطيل عمرك، ولم يرد القسم، وقد ذكرنا في البيت أنه قسم السؤال.
والأصل عند سيبويه: عمرتك الله تعميرا، فحذف الزوائد من المصدر وأقيم مقام الفعل مضافا إلى المفعول به الأول، وكذا قعدك الله تقديرا (4) ومعنى: عمرتك: أعطيتك عمرا بان سالت الله أن يعمرك، فلما ضمن عمر معنى السؤال تعدى إلى المفعول الثاني، أعني " الله " وكذا قعدتك الله وإن لم يستعمل، أي جعلتك قاعدا متمكنا بالسؤال من الله.
وأجاز الأخفش رفع " الله " في عمرك، ليكون فاعلا أي عمرك الله تعميرا، ويجوز ألا يكون انتصابهما على المصدر، ويكون التقدير: أسال الله عمرك، أي أسال الله تعميرك وأسال الله قعدك، أي تقعيدك وتمكينك، على حذف الزوائد، وأسال، متعد إلى مفعولين، أو يكون المعنى: أسال بحق تعميرك الله، أي اعتقادك بقاءه وأبديته وبتقعيدك الله، أي نسبتك إياه إلى القعود أي الدوام والتمكن.

(1) البيتان من شعر عمر بن أبي ربيعة المخزومي، قالوا انه أراد بالثريا وسهيل شخصين معينين وضرب لهما المثل في البيت الثاني بالثريا وسهيل الكوكبين المعروفين.
(2) الجوهري: إسماعيل بن حماد صاحب كتاب الصحاح المشهور من علماء القرن الرابع.
(3) ابن يعيش شارح مفصل الزمخشري. وتقدم ذكره. ص 271 من هذا الجزء.
(4) أي يقال تقديره قعدتك الله ولكن ليس له فعل مستعمل.
(٣١٢)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 315 316 317 318 ... » »»
الفهرست