قتله ثم استبشعوها فكنوا عنها بقاتعه وكاتعه، ثم صار بعض الأصوات القائمة مقام المصادر قائما مقام الفعل، فصار اسم فعل، نحو: صه ومه، وإيه، وغير ذلك مما سنذكره في أسماء الافعال، كما يقوم المصدر الأصلي مقام الفعل فيصير اسم فعل على ما مر قبل.
ويجوز في كل صوت يدعى صيرورته اسم فعل أن يقال ببقائه على مصدريته، ويكون بناؤه نظرا إلى أصله حين كان صوتا، لا لكونه اسم فعل، فصه أنت وزيد، نحو: ضربا أنت وزيد، وذلك لأنا علمنا صيرورة المصادر أسماء أفعال بكونها مبنية، كما ذكرنا، فإذا كان لنا طريق إلى بناء هذه الأسماء غير كونها أسماء أفعال، وهو النظر إلى أصلها فلا ضرورة تلجئنا إلى كونها أسماء أفعال.
ومن المصادر المضبوطة بالضابط المذكور، قولهم عمرك الله وقعدك الله، بفتح القاف، قال المازني سمعت كسرها ممن لا أثق به، وهما عند سيبويه، منصوبان على المصدر، وقد استعمل فعل عمرك، بخلاف قعدك، قال:
84 - عمرتك الله إلا ما ذكرت لنا * هل كنت جارتنا أيام ذي سلم (1) ولا يقال: قعدتك الله.
وأكثر ما يستعملان في قسم السؤال، فيكون جوابهما ما فيه الطلب كالأمر والنهي، قال:
85 - قعيدك ألا تسمعيني ملامة * ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا (2)