وأما قوله كان خرطمانيا إذا تكلم سال لعابه فان السامع لهذا يحسبه عيبا وذما وليس كذلك وانما أراد بقوله كان خرطمانيا طول أنفه وكانوا يمدحون بذلك.
حدثني أبي حدثني أبو حاتم عن الأصمعي عن الوليد بن يسار ان امرأة عقيل بن أبي طالب وهي بنت عتبة قالت لا يحبكم قلبي يا بني هاشم أبدا أين أخي أين عمي أين فلان أين فلان كأن أعناقهم أباريق الفضة ترد أنوفهم قبل شفاههم فقال لها عقيل إذا دخلت النار فخذي عن يسارك وأنشد الأصمعي في مثل ذلك [من الطويل] كرام ينال الماء قبل شفاههم * لهم واردات الغرض شم الأرانب قال أراد الغر ضوف فقطع وأراد بقوله إذا تكلم سال لعابه انه عند الكلام رابط الجأش ثابت الجنان لا يتهيب ففوه رطب والجبان الحصر إذا تكلم جف ريقه في فيه وهم يمدحون بكثرة الريق عند المقامات والخطب وفي الحرب ويوم اللقاء لأنه دليل على ثبات القلب وقوة النفس.
أنشدني شيخ من أصحاب المعاني لبعض الشعراء يصف قوما يتكلمون ويشيرون بأيديهم [من الطويل] تلقح أيديهم كأن زبيبهم * زبيب الفحول الصيد وهي تلمح قوله تلقح أيديهم ويعني انهم يشيرون بها إذا تكلموا وأصل التلقح للناقة إذا شالت بذنبها تريك أنها لاقح وليس بها لقح.:
والزبيب الذي يجتمع في الأشداق من الزبد إذا تكلم الرجل فأكثر يقال قد زبب شدقاه وذلك لكثرة ريقه.
والتلمح الأكل اليسير والفحول إذا هاجت لا تأكل الا لماجا أي قليلا