يقول يئس القصار من مباراتها في القوام فكأنه يجوز على هذا أن يكون معناه أنه ليس بالطويل الذي يؤيس مباريه من مطاولته وقولها " ولا تقتحمه عين من قصر " أي لا تحتقره ولا تزدريه يقال اقتحمت فلانا عيني إذا عيني إذا احتقرته واستصغرته وقولها محفود أي مخدوم والحفدة الخدم قال الله جل وعز " وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة " يقول هم بنون وهم خدم وأخبرني أبو حاتم عن أبي عبيدة أنه قال الحفدة هم الأعوان وما أقرب هذا من ذلك وذكر الزيادي عن الأصمعي أنه قال الحفد أصله من مداركة الخطوة وأنشد لحميد بن ثور في وصف بعير [من الطويل] فدته المطايا الحافدات وقطعت * نعالا له دون الإكام جلودها يدعو لجمله بأن يجعل جلود المطايا نعالا له قال ومنه يقال في دعاء الوتر " وإليك نسعى ونحفد " يريد بنحفد نبادر وقال الراعي وذكر فلاة [من البسيط] تغتال مجهولها نوق يمانية * إذا الحداة على أكسائها حفدوا وأكساؤها أعجازها حفدوا عدوا وقولها محشود هو من قولك أحشدت لفلان في كذا إذا أردت أنك أعددت له وجمعت له ويقال عند فلان حشد من الناس أي جماعة كأنهم احتشدوا في اجتماعهم وقولها " لا عابس " تريد لا عابس الوجه ولا معتد من العداء وهو الظلم وقوله " فأصبح صوت ببكة عاليا " خبرني أبو حاتم عن أبي عبيدة أنه قال بكة اسم لبطن مكة وذلك أنهم يتباكون فيه ويزدحمون وكان بعضهم يزعم أن بكة هو موضع المسجد وما حوله مكة كما قرق بين الأيكة وليكة فقيل الأيكة الغيضة وليكة البلد حولها
(١٩٧)