لحا الله أفواه الدبى من قبيلة هجاهم بضيق أفواههم وشبهها بأفواه صغار الجراد وكذلك قال الضبي أنشدنا أبو سعيد وفسره من البسيط] أكان كري واقدامي لفي جرذ * بين العواسج أحنى حوله المصع قال هذا رجل لقبه بفي جرذ لضيق فمه كما قال امرؤ القيس [من الطويل] لعمري لسعد حيث حلت دياره * أحب إلينا منك فافرس حمر لقبه بفي فرس لنتن فم الفرس الجمر ولم يرد في هذا البيت صغر الفم.
والمصع ثمر العوسج وكانوا يمدحون برحب الشدقين ومنه قوله في وصف منطقه انه كان يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه وذلك لرحب شدقيه يقال للرجل إذا كان كذلك أشدق بين الشدق.
وحدثني السجستاني وعبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن الأصمعي قال حدثني جعفر بن سليمان بن علي والعباس بن محمد بن علي الهاشميان انهما قالا أو أنه قيل لأبي المخش أكان لك ولد فقال أي والله المخش وما المخش كان والله خر طمانيا أشدق إذا تكلم سال لعابه ينظر بمثل الفلسين كأن مشاشة منكبيه كركرة بعير وكأن ترقوته بوان أو خالفة فقأ الله عيني ان كنت رأيت قبله ولا بعده مثله.
سألت أبا حاتم عن المخش فقال هو الذي ينخش في القوم ويدخل معهم وهم يأكلون وعن قوله ينظر بمثل الفلسين فقال أراد خضرة عينيه وقال لي غيره أراد غؤور عينيه وأحسبه كذلك لأنهم يجعلونه من الجمال.
قال الأصمعي قلت لأعرابي ما الجمال فقال غؤور العينين واشراف الحاجبين ورحب الشدقين.