فإذا حلق ونبت ثانية فقد زال عنه اسم العقيقة وإنما سمي الذبح عن الصبي يوم السابع من مولده عقيقة باسم الشعر لأنه يحلق في ذلك اليوم وربما سمي الشعر عقيقة بعد الحلق على الاستعارة وبذلك جاء هذا الحديث يريد أنه كان لا يفرق شعره إلا أن يفترق هو وكان هذا في صدر الإسلام ثم فرق روى سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله قال كان النبي صلى الله عليه وسلم " إذا كان أمر لم يؤمر فيه بشئ يفعله المشركون وأهل الكتاب أخذ بفعل أهل الكتاب فسدل ناصيته ما شاء الله ثم فرق بعد ذلك " وقوله أزهر اللون يريد أبيض اللون مشرقه وأحسب قولهم سراج يزهر منه أي يضئ ومنه سميت الزهرة لشدة ضوئها فأما الأبيض المشرق فهو الأمهق وقوله أزج الحواجب والزجج طول الحاجبين ودقتها وسبوغهما إلى مؤخر العينين ثم وصف الحواجب فقال سوابغ في غير قرن والقرن أن يطول الحاجبان حتى يلتقي طرفاهما وهذا خلاف ما وصفته به أم معبد لأنها قالت في وصفه أزج أقرن ولا أراه إلا كما ذكر ابن أبي هالة وقال الأصمعي كانت العرب تكره القرن وتستحب البلج والبلج أن ينقطع الحاجبان فيكون ما بينهما نقيا وقوله أقنى العرنين والعرنين المعطس وهو المرسن والقنا فيه طوله ودقة أرنبته وحدب في وسطه وقوله يحسبه من لم يتأمله أشم والشمم ارتفاع القصبة وحسنها واستواء أعلاها وإسراف الأرنبة قليلا تقول لحسن قنا أنفه واعتدال ذلك يحسب قبل التأمل أشم إ وقوله ضليع الفم أي عظيمه يقال ضليع بين الضلاعة ومنه قول الجني لعمر: " اني منهم لضليع " وكانت العرب تحمد ذلك وتذم صغر الفم وقال الشاعر [من الطويل]
(٢٠٦)