والهون بفتح الهاء الرفق قال الله جل وعز " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا " فإذا ضممت الهاء فهو الهوان قال الله تعالى " عذاب الهون " وقوله ذريع المشية يريد أنه مع هذا الرفق سريع المشية يقال فرس ذريع بين الذراعة إذا كان سريعا وامرأة ذراع إذا كانت سريعة الغزل وقوله إذا مشى فكأنما ينحط من صبب والصبب الانحدار وجمعه أصباب فقد وصفه علي عليه السلام بذلك وفسره أبو عبيد وقوله يسوق أصحابه يريد أنه إذا مشى مع أصحابه يقدمهم بين يديه ومشى وراءهم وفي حديث آخر كان ينس أصحابه والنس السوق وكانت مكة تسمى الناسة لأن الباغي فيها والمحدث يخرج منها وقوله كان دمثا الدمث من الرجال السهل اللين وهو من الدمث مأخوذ وهو الأرض اللينة وقوله ليس بالجافي ولا المهين فإن كانت الرواية كذلك فإنه أراد ليس بالفظ الغليظ ولا الجافي ولا الحقير الضعيف وقوله يعظم النعمة وإن دقت يقول إنه لا يستصغر شيئا أوتيه وإن كان صغيرا ولا يحتقره وقوله ولا يذم ذواقا ولا يمدحه يريد أنه كان لا يصف الطعام بطيب ولا بفساد إن كان فيه ويقال ما ذقت ذواقا وقوله إذا غضب أعرض وأشاح والإشاحة تكون بمعنيين أحدهما الجد في الأمر يقال أشا إذا جد والآخر الإعراض بالوجه يقال أشاح إذا عدل بوجهه وهذا معنى هذا الحرف في هذا الموضع ومنه حديثه الآخر أنه قال " اتقوا النار ولو بشق
(٢١٣)