وقال الله جل وعز " وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا " وهذا من قسطت أي جرت وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه الحق على صاحب الإبل فقال " إطراق فحلها وإعارة دلوها ومنحتها وحلبها على الماء وحمل عليها في سبيل الله " يرويه يعلى عن عبد الملك عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله إطراق فحلها يعني إنزاؤه يقال طرق الفحل الناقة إذا نزا عليها ويقال أطرقني فحلك وفرسك والطروقة هي التي يضربها الفحل ومنحتها إعارتها في هذا الموضع وهو أن يدفع منها بعضا إلى قوم لا در لم ينتفعون بألبانها ومنه حديثه الآخر حدثني أبي حدثني أبو الحطاب عن بشر بن المفضل عن يونس عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هل من رجل يمنح من إبله ناقة أهل بيت لا در لهم تغدو برفد وتروح برفد إن أجرها لعظيم " والرفد القدح فإن أنت دفعت منها شيئا ليركب فذلك الإفقار يقال أفقرت فلانا بعيرا ومنه حديثه الآخر قال أبو رهم الغفاري خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فسألني عن قوم تخلفوا عنه وقال " ما يمنع أحدهم أن يفقر البعير من إبله فيكون له مثل أجر الخارج " فإن أنت دفعت منها شيئا للضراب فذلك الإطراق وتكون المنحة في موضع آخر الهبة وأما قوله وحلبها على الماء فإنه أراد عند الماء يقول عليه من الحق أن يحلبها في المجمع ليسقي أهله وهذا مثل نهيه عن جداد النخل بالليل وهو صرامه
(١٦٤)