فكتب إلي: " قد وفى لك الحول، انتقل منها إلى قراءة (إنا أنزلناه) "، ففعلت كما أمرني فما كان إلا يسيرا حتى بعث إلي ابن أبي دؤاد فقضى عني ديني وأجرى علي وعلى عيالي ووجهني إلى البصرة في وكالته بباب كلاء وأجرى علي خمسمائة درهم.
وكتبت من البصرة بعد وفاة أبي جعفر بواسطة علي بن مهزيار إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام): أني كنت سألت أباك عن كذا وأجابني بكذا وقد نلت الذي أحببت، فأخبرني يا مولاي كيف أصنع في قراءة (إنا أنزلناه)؟ اقتصر عليها وحدها في فرائضي، أم أقرأ معها غيرها؟ فوقع وقرأت التوقيع: " لا تدع من القرآن قصيرة وطويلة ويجزيك من قراءة (إنا أنزلناه) يومك وليلتك مئة مرة ".
وروى علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) وشكوت إليه كثرة الزلازل في الأهواز، وقلت: ترى في التحول عنها؟
فكتب (عليه السلام): " لا تتحولوا عنها وصوموا الأربعاء والخميس والجمعة واغتسلوا وطهروا ثيابكم وابرزوا يوم الجمعة وادعوا الله فإنه يدفع عنكم ". قال:
ففعلنا فسكنت الزلازل.
وعن المجلسي في البحار قال: أخبرني جماعة عن التلعكبري، عن أحمد ابن علي الرازي، عن الحسين بن علي، عن أبي الحسن البلخي، عن أحمد بن مابندار الإسكافي، عن العلاء المذاري، عن الحسن بن شمون قال: قرأت هذه الرسالة على علي بن مهزيار عن أبي جعفر الثاني بخطه: " يا علي أحسن الله جزاك، وأسكنك جنته، ومنعك من الخزي في الدنيا والآخرة، وحشرك الله معنا.
يا علي قد بلوتك وخبرتك في النصيحة والطاعة، والخدمة والتوقير، والقيام بما يجب عليك، فلو قلت إني لم أر مثلك؛ لرجوت أن أكون صادقا، فجزاك الله جنات الفردوس نزلا، فما خفي علي مقامك، ولا خدمتك في الحر والبرد، في