موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٣ - الصفحة ٢٣٨
المرتابون، وهو بمكة، وأبوه الرضا (عليه السلام) في خراسان، وهو في ذلك الوقت ابن خمس وعشرين شهرا (1)، فعرضوه على القافة (2). فكان ما كان من أمرهم، وعندها نطق (عليه السلام) بلسان أرهف من السيف يكشف عن مكنون العلم، وآيات الفصاحة، وأسرار البلاغة، فقال:
" الحمد لله الذي خلقنا من نوره، واصطفانا من بريته، وجعلنا أمناء على خلقه ووحيه، معاشر الناس أنا محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي سيد العابدين ابن الحسين الشهيد ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابن فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى عليهم السلام أجمعين، أفي مثلي يشك، وعلى الله تبارك وتعالى وعلى جدي يفترى وأعرض على القافة؟ إني والله لأعلم ما في سرائرهم وخواطرهم، وإني والله لأعلم الناس أجمعين بما هم إليه صائرون، أقول حقا، وأظهر صدقا، علما قد نبأه الله تبارك وتعالى قبل الخلق أجمعين وقبل بناء السماوات والأرضين. وأيم الله لولا تظاهر الباطل علينا، وغواية ذرية الكفر، وتوثب أهل الشرك والشك

(1) إن هذا لا يتوافق مع الثوابت التاريخية التي تنص على أن الجواد كان - يوم رحل عنه أبوه - قد أتم الخامسة من عمره، واجتاز من السادسة بضعة أشهر. إذ إن استدعاء الإمام الرضا (عليه السلام) إلى خراسان كان آخر سنة (200 ه‍) وقد شهد موسمها، وتحرك متجها إلى خراسان في أوائل السنة التالية على الأظهر.
ففي العبارة خطأ مركب، إذ كان عليه أولا أن يقول: ابن خمسة وعشرين شهرا. ولما لم يكن كذلك فإن اللازم في العبارة أن تكون هكذا: ابن خمس سنين وأشهرا. وهو الصواب إن شاء الله. هذا إذا كان الحدث قد وقع في أيام وجود أبيه في خراسان.
(2) القافة: جمع قائف، وهو الذي يعرف النسب بالفراسة والنظر إلى وجه المولود وأعضائه، ومقارنتها مع ملامح أو أعضاء الأب المدعى للمولود.
أقول: لعل عرضه على القافة تكرر مرتين الأولى بحضور الإمام الرضا (عليه السلام)، والثانية بغيابه عنه. والله العالم.
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»
الفهرست