المرتابون، وهو بمكة، وأبوه الرضا (عليه السلام) في خراسان، وهو في ذلك الوقت ابن خمس وعشرين شهرا (1)، فعرضوه على القافة (2). فكان ما كان من أمرهم، وعندها نطق (عليه السلام) بلسان أرهف من السيف يكشف عن مكنون العلم، وآيات الفصاحة، وأسرار البلاغة، فقال:
" الحمد لله الذي خلقنا من نوره، واصطفانا من بريته، وجعلنا أمناء على خلقه ووحيه، معاشر الناس أنا محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي سيد العابدين ابن الحسين الشهيد ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابن فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى عليهم السلام أجمعين، أفي مثلي يشك، وعلى الله تبارك وتعالى وعلى جدي يفترى وأعرض على القافة؟ إني والله لأعلم ما في سرائرهم وخواطرهم، وإني والله لأعلم الناس أجمعين بما هم إليه صائرون، أقول حقا، وأظهر صدقا، علما قد نبأه الله تبارك وتعالى قبل الخلق أجمعين وقبل بناء السماوات والأرضين. وأيم الله لولا تظاهر الباطل علينا، وغواية ذرية الكفر، وتوثب أهل الشرك والشك