قال المأمون: نعم، قد زوجتك يا أبا جعفر أم الفضل ابنتي على الصداق المذكور، فهل قبلت النكاح؟
فقال أبو جعفر (عليه السلام): " قد قبلت ذلك ورضيت به ".
وذكر نحوه في تحف العقول مع بعض التغيير، وقال: قد قبلت هذا التزويج بهذا الصداق.
ورواية المسعودي في إثبات الوصية تخالف رواية المفيد في الخطبة.
وفي تحف العقول: فأولم المأمون وأجاز الناس على مراتبهم أهل الخاصة وأهل العامة والأشراف والعمال، وأوصل إلى كل طبقة برا على ما تستحقه.
وقال المفيد: فأمر المأمون أن يقعد الناس على مراتبهم في الخاصة والعامة.
قال الريان: ولم نلبث أن سمعنا أصواتا تشبه أصوات الملاحين في محاوراتهم، فإذا الخدم يجرون سفينة مصنوعة من فضة مشدودة بالحبال من الإبريسم على عجلة مملوءة من الغالية (1) فأمر المأمون أن تخضب لحى الخاصة من تلك الغالية، ثم مدت إلى دار العامة فطيبوا منها، ووضعت الموائد فأكل الناس، وخرجت الجوائز إلى كل قوم على قدرهم.
فلما كان من الغد حضر الناس، وحضر أبو جعفر (عليه السلام)، وصار القواد والحجاب والخاصة والعمال لتهنئة المأمون وأبي جعفر (عليه السلام)، فأخرجت ثلاثة أطباق من الفضة فيها بنادق مسك وزعفران معجون، في أجواف تلك البنادق رقاع مكتوبة بأموال جزيلة، وعطايا سنية، وإقطاعات. فأمر المأمون بنثرها على القوم من خاصته، فكان كل من وقع في يده بندقة، أخرج الرقعة التي فيها والتمسه