ثم سار حتى نزل في الماء الذي أرادوا وإذا ماؤه متغير، فقال علي (رضي الله عنه) لأصحابه:
أ فيكم من يعرف مكان الماء الذي يتم عليه؟
فقالوا: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: فانطلقوا إليه، فطلبوا مكان الصخرة فلم يقدروا عليه؛ فانطلقوا إلى الراهب فصاحوا به: يا راهب! فأشرف عليهم، فقالوا: أين هذا الماء الذي هو بالقرب من ديرك؟
فقال الراهب: إنه ما بقربي شيء من الماء!
فقالوا: بلى! قد شربنا منه. نحن وصاحبنا، وهو الذي استخرج لنا الماء وقد شربنا منه.
فقال الراهب: والله ما بني هذا الدير إلا بذلك الماء، وإن لي في هذه الصومعة منذ كذا سنة ما علمت بمكان هذا الماء، وإنها عين يقال لها عين راحوما، ما استخرجها إلا نبي أو وصي نبي، ولقد شرب منها سبعون نبيا وسبعون وصيا.
قال: فرجعوا إلى علي (رضي الله عنه) فأخبروه بذلك، فسكت ولم يقل شيئا (1).
2433 - الإرشاد - في بيان قصة عطش أصحاب الإمام (عليه السلام) لما توجه إلى صفين ولقائهم مع الراهب -: فقال (عليه السلام): اكشفوا الأرض في هذا المكان.
فعدل جماعة منهم إلى الموضع فكشفوه بالمساحي، فظهرت لهم صخرة عظيمة تلمع، فقالوا: يا أمير المؤمنين، هنا صخرة لا تعمل فيها المساحي.