وأصحابه فانكشفوا، وبقي شريح في مائتين، فانحاز إلى قرية، فتراجع إليه بعض أصحابه ودخل الباقون الكوفة.
فخرج علي بنفسه وقدم بين يديه جارية بن قدامة السعدي، فدعاهم جارية إلى طاعة علي وحذرهم القتل فلم يجيبوا، ولحقهم علي أيضا فدعاهم فأبوا عليه وعلى أصحابه، فقتلهم أصحاب علي ولم يسلم منهم غير خمسين رجلا استأمنوا فآمنهم.
وكان في الخوارج أربعون رجلا جرحى، فأمر علي بإدخالهم الكوفة ومداواتهم حتى برؤوا، وكان قتلهم في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين؛ وكانوا من أشجع من قاتل من الخوارج، ولجرأتهم قاربوا الكوفة (1).