ولما سمعوا احتجاج ابن عباس الرصين، وقد أغلق عليهم منافذ التذرع والتشبث، مستهديا بالقرآن الكريم، صاحوا:
" لا تجعلوا احتجاج قريش حجة عليكم؛ فإن هذا من القوم الذين قال الله عز وجل فيهم: ﴿بل هم قوم خصمون﴾ (1)!
وحين سمعوا أجوبته القوية في حوار آخر وعيوا عن رده، رفعوا عقيرتهم بوجهه مخاطبين إياه بقولهم:
" أمسك عنا غرب لسانك يا ابن عباس؛ فإنه طلق ذلق غواص على موضع الحجة! ".
وعلى هذا فالخوارج - وبعنوان آخر " القراء "، وأخيرا " المتعمقون " في الدين، وفيما نتج عنهم من الإفراط، والتطرف، والجهل، واللجاجة - قد ظلوا على كفرهم، وصاروا مصدرا للغي والضياع في المجتمع الإسلامي.