فقال الأشعث: والله، لأن يحكما ببعض ما نكره، وأحدهما من أهل اليمن، أحب إلينا من أن يكون بعض ما نحب في حكمهما وهما مضريان (1).
2591 - الإمام علي (عليه السلام) - من كلام له في شأن الحكمين وذم أهل الشام -: جفاة طغام، وعبيد أقزام، جمعوا من كل أوب، وتلقطوا من كل شوب، ممن ينبغي أن يفقه ويؤدب، ويعلم ويدرب، ويولى عليه، ويؤخذ على يديه. ليسوا من المهاجرين والأنصار، ولا من الذين تبوؤوا الدار والإيمان.
ألا وإن القوم اختاروا لأنفسهم أقرب القوم مما يحبون (2)، وإنكم اخترتم لأنفسكم أقرب القوم مما تكرهون.
وإنما عهدكم بعبد الله بن قيس بالأمس يقول: " إنها فتنة، فقطعوا أوتاركم، وشيموا سيوفكم ". فإن كان صادقا فقد أخطأ بمسيره غير مستكره، وإن كان كاذبا فقد لزمته التهمة.
فادفعوا في صدر عمرو بن العاص بعبد الله بن العباس، وخذوا مهل الأيام، وحوطوا قواصي الإسلام. ألا ترون إلى بلادكم تغزى، وإلى صفاتكم ترمى؟ (3) 2592 - وقعة صفين: ذكروا أن ابن الكواء قام إلى علي فقال: هذا عبد الله بن قيس وافد أهل اليمن إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصاحب مقاسم أبي بكر، وعامل عمر، وقد رضي به القوم. وعرضنا على القوم عبد الله بن عباس فزعموا: أنه قريب القرابة منك، ظنون في أمرك (4).