وقال فيه أمير المؤمنين علي (عليه السلام): ما زال الزبير رجلا منا أهل البيت حتى نشأ ابنه المشؤوم عبد الله (1).
وبذل قصارى جهده في تولية أبيه الخلافة بعد مقتل عثمان، إلا أنه لم يفلح في ذلك، وكان حلقة الوصل بين عائشة من جهة، والزبير وطلحة من جهة أخرى (2).
وعندما عزم الزبير على اعتزال القتال حاول أن يثنيه عما هو بسبيله مستخدما ضروب الحيل الأخلاقية والعاطفية (3).
ولما لم يبق أحد حول جمل عائشة، أخذ بزمامه، وجرح جرحا بليغا في اصطراعه مع مالك الأشتر. وكان يرغب في قتل مالك حتى لو كلفه ذلك نفسه، لذا كان يقول وهما مصطرعان:
اقتلوني ومالكا * واقتلوا مالكا معي! (4) عفا عنه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد الحرب، بطلب من عائشة (5). وكان مغرورا منبوذا حتى أن معاوية لم يحترمه ولم يبال به (6).